fbpx
ماذا تعني الاقاليم؟

لقد سبق وأن قلنا إن فكرة الاقاليم تعني التشريع للصوملة. والآن وبعد أن تم إعلانها نقول إن ((جاليلو)) قد اكتشف حقيقة دوران الأرض وكذبته البشريه كلها وفرضوا عليه تكذيبها، ومع ذللك بقية تدور حتى سلمت بها البشريه كلها. ونحن قد قلنا الحقيقة للسلطة والمعارضة بعد حرب 1994م ولم يقبلوا بها اعتقادا منهم بأنهم سيلغونها، وحاليآ ذهبوا إلى الأقاليم لنفس الاعتقاد، ولكنهم لم يدركوا أنهم بذلك لم يفعلوا سوى إلغاء الحل والتحضير للصوملة. أما شركات البترول العالميه التى شجعتهم على ذلك والتي تسعى إلى فصل الطاقة عن الكثافة في اليمن عبر الاقاليم ، فإننا نقول لها إن فرض الأقاليم على الجنوب سيؤدي إلى انعدام الاستقرار في الجنوب والإضرار بمصالحها ، لأن شعب الجنوب لن يقبل بأن يطمس تاريخه السياسي وهويته ولن يقبل بأن يتحول إلى وحدات إداريه تابعه سياديا لصنعاء.
ولهذا وللمزيد من التوضيح نورد الحقائق الموضوعية الثلاث التالية:

أولا: ألم يكن إعلان الأقاليم هو طمس لليمن الجنوبيه وإسقاطا لمبدأ الوحدة التي يقولون عنها، وبالتالي إسقاطا لمبدأ الندية وإلغاء إمكانية أي حل وانعدام الاستقرار.

ثانيا: ألم يكن تحويل الجنوب إلى وحدتين إداريتين تابعتين سياديا لصنعاء هو طمس لهوية شعب الجنوب وتاريخه السياسي وتحدي لإرادته وإدخاله في خصومة دائمة مع صنعاء و المتعاونين معها في الداخل والخارج بما في ذلك شركات البترول؟.

ثالثا: ألم يكن طمس الهوية والتاريخ السياسي لشعب الجنوب يجعله أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما: القبول بالانقراض أو رفضه من أجل البقاء؟.

رابعا: إنني أطلب ممن يخالفني هذه الحقائق الموضوعيه الثلاث أن يدحضها أو أن يدحض واحدة منها فقط. فاذا ما دحضها أو حتى دحض واحدة منها فسوف اعترف له بأنه على حق ونحن على باطل ، وإذا ما عجز فعليه أن يعترف بأنه على باطل ونحن على حق.

خامسا: أن ما حصل من قمع وقتل واعتقالات وملاحقات في فعاليات عدن يومي
20/21/فبراير الجاري2014م والتي توحدت فيها كافة المكونات الحراكية والشبابية لرفض تمزيق الجنوب ، هو بالنسبة للسلطة تدشين لفرض تمزيق الجنوب بالقوة العسكرية، ولكنه بالنسبة لشعب الجنوب تدشين لرفض هذا التمزيق بصدور عارية مهما كلفه الثمن . فقد كانت حصيلة هذا القمع العديد من الشهداء في محافظة عدن وحدها، أحدهم طفل في المد رسه عمره ثلاثة عشر عاما كان حاملا لعلم الجنوب وقدم له الجنود طلقة رصاص قالوا له اختار الطلقة تخترق صدرك أو تسليم العلم، فقال لهم اخترت الطلقة فقتلوه واخذوا العلم. ومن حصيلة هذا القمع أيضا في محافظة عدن وحدها ثلاثون جريحا بالرصاص الحي حالة بعضهم خطيرة، وأكثر من خمسين جريحا بالرصاص المطاطي وقنابل الغازات وغيرها، إضافة إلى عشرات المعتقلين والمخطوفين. ونحن نعتقد بأن هذه الحدة من القمع لها علاقة بتوحيد المكونات الحراكية والشبابية في هذه الفعالية ومحاولة تمزيقها، حيث وصل بهم الحقد إلى مهاجمة محلات بيع القات في خور مكسر بالقنابل الغازيه ونهب القات. ولكنهم بذلك قد حولوا هذه الفعالية إلى ثلاث فعاليات مليونية في كل من:
ساحة الدرويش بخور مكسر ، وشارع مدرم بالمعلا ، ومدينة المكلا بحضرموت.
حيث كانت جميعها بشعار سياسي واحد وخطاب سياسي واحد وبيان سياسي واحد. يرفض الأقاليم ويرفض تمزيق الجنوب.

سادسا: إنني في الختام أود أن أقول لكل أبناء الجنوب في الداخل والخارج إن الوعاء لمصالحهم الخاصة هو الوطن، وإن أية ثروة يكسبونها بدون هذا الوعاء هي مثل الذي يحرث في بحر. فقد وضعتنا الأقدار بين خيارين لا ثالث لهما ولا يمكن الجمع بينهما، وهما: خيار المصالح الخاصة على حساب الوطن، أو خيار الوطن على حساب المصالح الخاصة فقط ولا غير وليس شيئا آخر. ولو كنت قد فضلت المصلحه الخاصة على حساب الوطن لكنت قد حققتها مع علي عبدالله صالح الذي عرضها عليَّ أكثر من مرة عبر جنوبيين في السلطة، أو كنت قد شكلت مكونا سياسيا أو حراكيا قبل كل الناس وطلبت دعم باسمه . ولو كانت هناك إمكانية لحل قضية الجنوب بدون وحدة الجنوبيين لكنت قد شكلت اطارا سياسيا أو مكونا حراكيا قبل كل الناس أيضا. ولكنني أدرك بأنه يستحيل حل القضية إلا بوحدة كل الجنوبيين المؤمنين بحلها. وهذا ما سعيت له وما زلت أسعى من أجل تحقيقه، وأطلب من المغتربين الجنوبيين أن يشترطوا أي دعم يقدمونه بتوحيد الجميع إن كانوا يريدون وطن.

* الوسط