fbpx
التغيير من عند أنفسنا

 

بقلم / حسين صالح غالب السعدي 

نرى أمور قد تغيرت في عادات كثير من الناس حيث صرنا نرفع المسيء ونضع المتواضع ، انقلبت الموازين عند أكثرنا ، تغير سلوكنا صرنا نتواضع كثيراً لأصحاب الدنيا رغبة في دنياهم فالعاقل يا إخواني يلزم نفسه ترك التواضع المذموم لأصحاب الدنيا من أجل دنياه وصاحب المنصب لمنصبه وصاحب المال لماله وصاحب الجاه والوجاهة لجاهه ووجاهته ، يجب علينا إصلاح الخلل الذي تربى عليه الكثير من منا ، بسبب الفوضى بعد الوحدة من ترك النظام والالتزام بالقانون أقل شيء فيما بيننا كأفراد ، لنحافظ على نسيجنا الاجتماعي والعودة إلى كل ما هو جميل واتهام النفس والاجتهاد في علاج عيوبها وكشف زلاتها، قال تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } وعلينا مداومة استحضار الآخرة واحتقار الدنيا والسعي بما يرضي ربنا فإننا لن ندخل الجنة بأعمالنا وإنما برحمة الله لنا كما يجب أن يعرف منا قدره فما له وما عليه تجاه ربه ثم إخوانه وأهله وناسه ونجعل غلبة الخوف في قلوبنا من الرجاء والتفكر بما سنؤول إليه يوم القيامة قال تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } يجب من الكل من الرئيس والمرؤوس والكبير والصغير والمتنفذ والبسيط أن يفكر إلى ما سيؤول إليه وأن ما عند العبد من النعم إذا أنعم الله عليه بها من سلطان أو جاه أو مال أو منصب أن يراقب الله فيها وأن يعتبر بمن قبله من الصالحين والفاسدين ومآل الكل فالدنيا مفرقة ومشتتة وقد وصل الظلم عند الكثير منتهاه ، فليغتنم فرصة العودة والأوبة إلى الله سبحانه من تجاوز حدّه ، فالله سبحانه وتعالى إذا عرف بتوبة العبد فإنه سييسر له سبلها ويقربه منه مهما كانت عيوبه وأخطائه وسوف يفتح له باب التيسير في رد المظالم للخلق إذا علم بصدق نيته وصلاحها . ومما يساعد على العودة إلى الله أن يغير منا مساره القديم إلى الأفضل بما يساعده للرجوع إلى الأفضل والأصلح فنبدأ أولا بصلاح النية تجاه المسلمين بتفقد ذوي التعفف والحياء ومواساتهم بما نستطيع فعله فقد يكون بالمال وقد يكون بالشفاعة وقد يكون بالمعاملات الإدارية والحكومية وكذلك زيارة المرضى وتفقد أسرهم . 

إن ما بنا من نكبات وكوارث وما سلط الله علينا السفهاء أهل البيوت الغامضة فسول الرجال ومتنفذيها إلا لمّا تركنا أصول أخلاقنا وصرنا نتابع كل جديد ونقلد كل بليد ، متكبر ، غليظ ، فأصبحت لدينا عادة نمارسها في يومياتنا بدون أي شعور من خجل أو حياء من الله ونصيحتي لنفسي أولاً ثم لجميع إخواني وهو أن نبدأ من الآن في كسب خلق التواضع فمن لقيناه أمامنا نبدأه بالسلام ، ومن طلبنا لأمر في مساعدة أجبناه ، ومن تواضع لنا رفعناه ، ومن رأيناه على خطأ نصحناه من غير تعنيف ولكن نصائح بتواضع من غير ذلة ومسكنة ولكن بأوسط الأمور وأحسنها فإذا علم الله سبحانه أننا قد غيرنا سيغير حالنا وينزل علينا رحمته ومغفرته ويزيل عنا الطغاة البغاة وينتصر لنا من الظالمين ويصلح لنا الراعي ويولي علينا خيارنا ويبعد عنا شرارنا ، فإن الله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والله المستعان وعليه التكلان والحمد لله رب العالمين .