fbpx
أخوة الإسلام ووحدة المسلمين لم تكن بالخيانة والغدر

حسين صالح غالب السعدي .

العاقل الحكيم يدبر أمر نفسه ونظام قومه ومجتمعه وعشيرته بحلمه وتسامحه فتحبه القلوب والنفوس فبالأخلاق الكريمة والصفات النبيلة ننال رضا الله ثم رضا قلوب البشر ولكن عندما تختل الموازين وتنعكس الأوضاع يصبح الحق باطلا ويغدو الظلم والجور عدلا والفضيلة رذيلة فتفسد الفطر وتلتاث العقول ، لذا وثق الإسلام بين المسلمين روابط الأخوة وجعلها فوق كل اعتبار فهذا هو الرباط الإسلامي الحقيقي . ولنا كم نتسائل لمن يتكلم عن الدين والوحدة والأخوة وهو لا يعرف من هذه الصفات شيئا ، نسمعه يقول ويوعظ كثيرا عن الأخوة الإسلامية والوحدة والألفة بين المسلمين ولكنه جعلها وحدة نصب وفيد وتهميش لأخيه الصادق والساعي لوحدة الأخوة الإسلامية الحقيقية ثم بعد ذلك يذكره بمآسيه وذنوبه التي كان يعملها قبل التوبة ويكفّره فيصفه بالماركسي والشوعي ثم بعد كل هذا يذمه ويطالبه بأن يذهب من أرضه لأنه من بقايا الهنود والصومال فلنا كم نتخيل هذا الدعي بالإسلام والأخوة الإسلامية ، فمثل هذا نقول له إن جميع الأديان وحتى أديان الباطل كالبوذية وعبدة الأوثان لم يقولو لمن مد يده إليهم ولم يتخلقوا معه بهذه الأخلاق ، لذا من حقنا كمسلمين صادقين برحمة الله وتوفيقه أن نقول لمثل هؤلاء { لقد عرفناكم حقيق المعرفة وعرفنا كل أقوالكم الجميلة عن الأخوة والوحدة الإسلامية وعرفناكم من خلال أفعالكم } فنقولها لكم مرة وثانية وثالثة : لا داعي لمواعظكم من فوق المنابر ولا داعي لتنميق العبارات والشعارات الإسلامية التي تلوكونها بألسنتكم وتناقضونها بأفعالكم فقد كشف الله حالكم وبين لنا أمركم وبما أننا وأنتم نستقبل شهر رمضان الكريم فننصحكم بالتوبة الصادقة والعودة الى جادة الحق والصواب ثم اطلبوا ممن ظلمتموهم بالسماح وبعدها ردوا جميع ما نهبتموه بسبب فتاوى من تسمونهم رجال دينكم بالتكفير الممنهج وزرع فتنة الطائفية عند أن اختل ميزانكم الغير موفق ولا داعي للمكابرة وإلا ذوقوا مرارة الظلم الذي وصلت رسائله إليكم بتفتيت أحزابكم وجماعاتكم المتنفذه وتفتيت بأسكم بينكم من الله العادل ونذكركم بقوله تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء } وقوله تعالى { ألا لعنة الله على الظالمين } فاحذروا من إمهال الله للظالم والمتنفذ والدّعي بالإيمان والحكمة والوحدة وتطبيق شرع الله كذبا إياكم في التمادي في الظلم والجور ، وتوبوا جميعا أيها المسلمون يرحمنا ويرحمكم الله ويؤلف بين قلوبنا على الحق والدين القويم والأخوة الإسلامية الحقة مع صدق الأقوال وتطبيقها بالأفعال .

نسأل الله أن يبلغنا رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه ويرزقنا التوبة الصادقة ويهدي من ظلم لإعادة المظالم إلى أهلها والحمد لله رب العالمين .