fbpx
أرواحنا الطيبة أصل وجودنا .. بقلم / حسين غالب السعدي
شارك الخبر
أرواحنا الطيبة أصل وجودنا .. بقلم / حسين غالب السعدي
حسين صالح غالب السعدي

يافع نيوز – خاص

 في أرواحنا تجتمع الروعة الطاهرة ، وقد مسّ أمة الإسلام في أيامنا هذه شيء من ترف المادة مما جعلنا نفقد طهارة الروح الطيبة ونقائها . إن الميزة الأصلية لنقاء الروح هو الإيمان بالغيب أن نؤمن ( بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر خيره وشره من الله ) فلو فقدت الروح الطاهرة هذا المعتقد دخلت في عالم الشك والضياع ثم السلب والنهب والكذب والخداع والقتل والظلم . الخ.

 

إن الروح الطاهرة التي يمدها الله سبحانه وتعالى بالنور الإلهي والإيمان بالله تعالى تحيى في سمو الروح فتحيى سعيدة مهما فقدت من ماديات العولمة وهذه السعادة الروحية التي تكلم عنها علماء السلف الصالح ( رحمهم الله ) حيث قالوا : ” لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نَحْنُ فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف ” يعني: لو يعلم أصحاب الدنيا والمال والملك والجاه والسلطان لقاتلونا عليها ، لأن السعادة في نظرهم هي النصب والسلب والنهب والفيد والظلم والقتل والغدر والخيانة …. الخ ، وهذه هي الغاية التي فقدتهم السعادة الحقيقية .

 

 

فالعالم المادي يشعر الإنسان بالشقاء الدائم وإن ملك الإنسان ما ملك ، ستجده دائما هل من مزيد ؟ ومن شقاء الى شقاء ، لكن عالم الروح المؤمنة التي تؤمن بأركان الإيمان تشعر المؤمن بمدد لم يحسب حسابه يغمر كيانه كله بالنور الإلهي . فيفوز برضوان الله تعالى ، وهذا الفوز يشكل الروح الطيبة ، ما يعني بدخول البهجة على نفوسنا ، فيغمر أرواحنا السرور مما يجعلنا دائمًا في سعادة وفي قناعة وفي رضى عن الله ، وفي بساطة من العيش الكريم وفي حسن تعامل وخلق وفي نور البصيرة في إطار محبوبات الله – تبارك وتعالى – كما إن أشكال الارتقاء المادي وكل المغانم والمكاسب التي نحاول الحصول عليها يجب أن تكون داخل ذلك الإطار الإيماني الروحاني النقي .

 

 

إن الإيمان يجعلنا ننظر إلى أن التحسينات التي ندخلها على أوضاعنا العامة لا تشكل غاية في حد ذاتها، وإنما هي وسيلة لمساعدتنا على تعميق صلتنا بالله تعالى وعلى النجاح في أي إبتلاءات تصادف حياتنا التي كتب علينا في هذه الحياة.

 

إن ما يدعوا الى الأسف هو عيش الكثير منا في نظام ( العولمة الجديد ) بإغلاق وعينا بأمور جزئية معقدة في أجزاء ، أجزاء ، أجزاء الجزئيات التي لا نهاية لها حتى نهلك ونحن فيها لتصبح حياتنا أشبه بكوكب فقد مداره فيسبح في سماء بلا نهاية حتى يأتي مستقرة .

 

 

فخلاصة الأمر أن المؤمن صاحب الروح الطيبة لا يسمح لها أن تسبح بمثل تيار العولمة وعليه أن يحيى وفق مبادئ عقيدته الإيمانية التي تسمو بروحه الى أعلى عليين وأما إذا خرج عن طهارة نفسه فيجعلها في شقاء السلب والنهب والفيد والظلم كما يفعل ما يسمونهم المنفذون الذين إذا نظرت الى حياتهم البئيسة يملأها النكد والكد والتعب لما يسلط عليهم بأناس بنفس جنوسهم وأرواحهم المريضة بشهوة الطمع لذا يستحكم عليهم الشيطان وتستحكم عليهم الدنيا الفانية فينشغلون بها وفي فنائها فتهلكهم كما أهلكت أسلافهم والذين لا يذكرون إلا بأقضع العبارات وتتوالى عليهم الدعوات فأصبحوا مكروهين إن شاهدوهم الناس على اليابسة يحتقرونهم فأصبحوا لا دنيا ولا آخرة ـ

 

 

فهل من معتبر ـ هذا وأسأل الله أن يجعل أرواحنا الطيبة في جنات النعيم في الدنيا والآخرة مصداقا لقوله تعالى : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .

أخبار ذات صله