fbpx
الموقف من لقاء ألمانيا

الموقف من لقاء ألمانيا
د. محمد حيدرة مسدوس

بعد الاطلاع على الوثيقة الصادرة عن المشاورات غير الرسمية، التي جرت في ألمانيا وشارك فيها كل من : عبد الكريم الإرياني، وعبد الوهاب الآنسي، وياسين سعيد نعمان، وحيدر ابو بكر العطاس، وعلي سيف حسن، وعبد القادر هلال، ويحيى بدر الدين الحوثي، وجميلة علي رجاء، وجميلة صالح الراعبي، وحسين الفضلي -اتضح لنا أن الهدف من هذه المشاورات هو جس نبض حول إمكانية دفن قضية شعب الجنوب في الحوار القادم.. وهذا -فعلا- هو ما خرجوا به وعادوا به الى صنعاء فرحين، فالواقع يقول إن هناك قضايا سياسية ثلاثاً في اليمن لا غيرها، أولها: قضية الجنوب، وثانيها: قضية الحوثيين، وثالثها: قضية الدستور التي تعبر عن مطالب ثورة الشباب، اما ما عدا هذه القضايا الثلاث، فهي مسائل امنية واقتصادية تخص حكومة الوفاق الوطني وحدها، وكان يفترض على أصحاب هذه المشاورات ان يطرحوا قضايا الحوار الثلاث لإظهار أطرافها، ولكنهم تجنبوا ذلك وعملوها مخضرية كما يقول أهل صنعاء، بهدف دفن قضية شعب الجنوب.

ولهذا فإنني أدعو جميع أطراف الحراك الوطني السلمي الجنوبي وكافة القوى السياسية الجنوبية الأخرى إلى رفض نتائج هذه المشاورات جملة وتفصيلاً وعدم الاعتراف بها. وأقول لأصحاب هذه المشاورات إن ما فعلوه لن يؤدي الى دفن القضية -كما يعتقد البعض منهم- ولن يؤدي الى حلها -كما يعتقد البعض الآخر- وإنما فقط يؤدي إلى تقديم الجنوب كساحة صراع للمخابرات الدولية والاقليمية باسم تنظيم القاعدة ومحاربتها من قبل الأمريكان.

وأقول لهم -أيضا- إنه ليس أمام الجميع من خيار -بعد الآن- غير المفاضلة بين منح شعب الجنوب حق تقرير مصيره بقيادة حراكه الوطني السلمي الجنوبي، وبين تسليمه لتنظيم القاعدة وتقديمه كساحة صراع بين المخابرات كما اسلفنا.

وأتمنى على المخرج الأمريكي لهذه المشاورات أن يدرك هذه الحقيقة. كما أتمنى على مندوب الامين العام للامم المتحدة السيد جمال بن عمر ان يدرك ذلك ايضا، وان يأخذ بما قدمنا له من توضيحات. ونقترح عليه أن يطلب من حكومة السلطة والمعارضة، أي (حكومة الوفاق الوطني) تشكيل فريق حوار مع الجنوبيين لحل قضية شعب الجنوب على قاعدة (حق تقرير المصير) لهذا الشعب المقهور.