fbpx
( شكرا أبا جلال !) – بقلم _محمد علي الجنيدي
شارك الخبر
( شكرا أبا جلال !)  – بقلم _محمد علي الجنيدي

سرنا إليهم وفينا كارهون لهم
وقد يصادف في المكروه الرشد
(اوس بن حارثة)
كهذا كان لسان حال من ذهبوا من الشخصيات الجنوبية للالتقاء بالرئيس عبد ربه منصور الذي قدم إلى عدن في زيارة قصيرة بعد أكثر من عامين من التجاهل والنسيان لعدن.
ذهبت هذه الشخصيات وهي تظن وترتجي أن تجد لها أذان صاغية تسمعها وقلوب حية تنصفها وهي تحمل معها ماسي وطن وأزمات دهر من الزمن وجعبة من الويلات والمحن ذهبت ودماء الشهداء الزكية لا تزال خضراء لم تجف بعد ذهبت وأصوات العويل وآهات الأنين لازلت تسمع من أرامل وأمهات الشهداء والجرحى حزنا للفراق واللم بالمصاب ذهبت قبل أن تعود إلى أدراجها وهي تحمل أذيال الخيبة والحسرة والندم بعد أن صعقتها النتائج المخجلة التي خرجت بها من مخدع ابا جلال.
حينها أصابني الأسف الشديد على تلك الشخصيات والتي اعرف البعض منها والتي نكن لها كل الود والاحترام وهي عائدة خالية الوفاض مكسورة الخاطر وهي تحمل خيبة الأمل التي تجلت وارتسمت على وجوههم وكنت أتمنى وقتها لو أنها لم تذهب وتدرك وتفطن إن زيارة هادي إلي عدن قبيل أسبوعين من موعد انعقاد مايسمى بموتمر الحوار الوطني قد جاءت متأخرة كثيرا ومما يوضح إن الجنوب والقضية الجنوبية ليست في جدول أعمال ابوجلال فالرجل منشغلا بحل الخلافات وبتهدية تهدئة الصراعات بين قوى النفوذ في صنعاء وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية واستعادة الحياة الاقتصادية أما الجنوب لأهو على باله ولا على خاصرة بل في داخلة يقول فل يذهب إلى مهب الريح.
وهنا لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر والعرفان لابو جلال ابن الجنوب وابن أبين الجريحة فقد أوفيت وكفيت في حق أبناء جلدتك وطينتك واهلك وإخوتك ولعدن الحبية التي لها الفضل عليك شكرا على الوعد الذي قطعته لمن جاءوك وتعهدت لهم بااقالة المحافظ الملطخة يداه بالدماء بعد ستة اشهر ,شكرا لك إلزامك العسكر استخدام خراطيش المياه والهراوات في تفريغ وفظ الاعتصامات والمظاهرات ,شكرا لك الاعتذار للجنوب عن حرب صيف94 ,شكرا لك إسقاط فتوى الديلمي التكفيرية التي أباحة دماء الجنوبيين,شكرا لق إعادة المسرحين وإعادتهم إلى أعمالهم,شكرا لك معالجة قضايا الأراضي المنهوبة وإعادتها إلى أصحابها,شكرا لك كسر الحظر عن الأيام وتعويضها ماديا ومعنويا ,شكرا لك إطلاق سراح كافة المعتقلين والأسرى المرقشي والضالعي والاغبري ولالجي وعبدالرؤوف والعولقي فنحن ألان نستمتع بصحبتهم ورفقتهم ,شكرا لك تقديم القتلة والمفسدين والمتنفذين للمحاكمة لينالوا جزأهم العادل لما اقترفوه بحق الجنوب وأهله ,شكرا لك أعمار أبين المدمرة والتي تنتمي إليها ,شكرا وشكرا وشكرا… فقد أعدت للجنوب كرامته وعزته وشموخه,فاخبرنا وأعلمنا كيف تكافؤك ياابا جلال.
ختاما أوضح إن للجنوب ثورة حقيقية وقضية عادلة وله شعب يملك الإرادة القوية والصلبة والعزيمة التي لا تلين وهي وحدها من ستنتصر للجنوب .
أما لمن راهنوا أو تأملوا خيرا فيمن ساقهم إليه كان الأحرى بهم الأخذ بالحكمة القائلة.
عن المرء لا تسال وأبصر قرينة
فان القرين بالمقارن يغتدي.
(طرفة ابن العبد)

أخبار ذات صله