fbpx
المواطنة فى الشريعة الاسلامية
شارك الخبر

أرست الشريعة الإسلامية مبدأ المواطنة قبل النظم المعاصرة بعيداً عن التمييز الذي مبعثه الدين أو المذهب الديني أو العرق أو الجنس أو اللون، فقد أمر سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم بوضع صحيفة أو وثيقة المدينة بموادها التي تحقق وتفعل المواطنة في المجتمع (السيرة لابن هشام) لتشمل تنظيم العلاقات في المجتمع المسلم الأول عقب الهجرة النبوبة، ومن أسس العلاقات وجود التعددية الدينية (وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم)، (لهم النصر والأسوة مع البر من أهل هذه الصحيفة) وعقد نبي الإسلام – صلي الله عليه وسلم – مواثيق مع غير المسلمين من أهل الكتاب ترسي قاعدة راسخة واضحة (لهم والمسلمين وعليهم ما علي المسلمين) ومن العقود المضيئة النبوية العهد النبوي المحمدي لنصاري نجران، ومما جاء فيه (. أن لنجران وحاشيتها، وسائر من ينتحل النصرانية في أقطار الأرض جوار الله وذمة محمد رسول الله، علي أموالهم وأنفسهم وملتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم. أن أ حمي جانبهم وأذب (أدافع) عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم، ومواضع الرهبام ومواطن السياح، وأن أحرس دينهم وملتهم أين ما كانوا بما أحفظ نفسي وخاصتي وأهل الإسلام من ملتي، لأني أعطيتهم عهد الله علي أن لهم فالمسلمين وعليهم ما علي المسلمين، وعلي المسلمين ما عليهم، حتي يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم” وقد نبه هذا النبوي علي أمور تخص المسيحيين، تحقق لهم المواطنة الحقيقية لا المدعاة فمن ذلك:
بناء وترميمات دور العبارة: (. ولهم أن احتاجوا إلي مرمة بيعهم وصوامعهم أو شيء من مصالح أمورهم ودينهم إلي رمز (إعانة) من المسلمين وتقوية لهم علي مرقها، أن يرفدوا (يمنحوا) علي ذلك ويعاونوا ولا يكون ذلك دنياً عليهم، بل تقوية لهم علي مصلحة دينهم، ووفاء معهد رسول الله لهم، ومنة كله ورسوله عليهم.
عدم التزوج من مسيحية إكراها: “ولا يحملون من السفاح شططا” لا يريدونه، ولا يكره أهل البنت علي تزوج المسلمين، لأن ذلك لا يكون إلا بطيبة قلوبهم، إن أحبوه ورضوا به، وإذا صارت النصرانية عند المسلم، فعلية أم يرضي بنصرانيتها، ويتبع هواها في الاقتداء برؤسائها، والأخذ بمعالم دينها، ولا ينعها ذلك، فمن خالف ذلك وأكرهها علي شيء من أمر دينه فقد خالف عهد الله وعصي ميثاق رسوله، وهو عند الله من الكاذبين. “ومن الأهمية بمكان تقرير الشريعة الإسلامية لحصانة رجال الدين لدي اليهود والمسيحيين من عدم التعرض لهم الإنداء حتي في أحوال الحروب بأخبار نبوية منها “لا تقتلوا أصحاب الصوامع” مسند أحمد 1 – 300، وآثار صحيحة منها”ستجدون قوما حبسوا أنفسهم لله – حسب زعمهم أو نظرهم ـفدعوهم وما حبسوا أنفسهم له.” – المصنف لابن أبي شيبة 12 – 386 والتعددية الدينية يقرها كتاب الله عز وجل.
“قولوا أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي ابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوبة والأسباط وما أوتي موسي وعيسي وما أوتي النبيون من ربهم لا تغرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون” – 136 سورة البقرة.
“قل أمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وما أوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون” – 84 آل عمران.
(إن الذي أمنوا والذين هادوا والنصاري والصائبين من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون) الآية 62 سورة البقرة.
“أن الذين أمنوا والذين هادوا والصائبين والنصاري والمجوس والذين اشركوا إن الله يفصل بينهم يوم ا لقيامة إن الله علي شيء شهيد – الأية 17 سورة الحج – والله عز وجل ولي التوفيق.

 

الاهرام – بقلم الدكتور – احمد حمود كريمة

أخبار ذات صله