fbpx
كهنة لا مراسلون ! بقلم : ياسر عبدالله بن دحيم
شارك الخبر

لطالما أشبعنا الإعلاميون والمراسلون بكلماتٍ رنانة فضفاضة يتباهون بها أمام الناس كونهم يعملون في حقلٍ يزعم أصحابه أنهم أهل الشفافية والحياد والمصداقية في نقل الخبر!! ولكن هذه الكلمات سرعان ما تبخرت وظهرت حقيقة كثير من هؤلاء الإعلاميين المراسلين لدى القنوات الإخبارية والصحف العالمية فظهر جلياً أن كثيراً منهم كهنة احترفوا الكهانة وأجادوها بل أصبحوا أشد احترافاً من سحرة فرعون الذين يريدون ردَّ الحق بتلك الألاعيب التي مارسوها ليسحروا أعين الناس عن الحقيقة ويصرفوهم عنها.

كهنة القنوات أو مراسلوها في مكاتب صنعاء أجمعوا أمرهم ثم جاؤوا صفاً ليحجبوا حقيقة ما يجري في حضرموت والمحافظات الجنوبية, فمنذ أن انطلقت الهبة الشعبية التي أعلنها حلف قبائل حضرموت والقنوات الإخبارية تمارس سياسة التعتيم التي أتقنتها منذ سنوات في كل الأحداث التي مر بها الجنوب وكحال الكاهن الذي يأخذ الكلمة الصادقة من الجني فيزيد فيها تسعة وتسعين كذبة, هكذا يفعل كهنة الإعلام مراسلو القنوات فربما يبثون خبراً واحداً فيزورون فيه ويزيدون وينقصون ليصل الخبر للناس مسخاً مشوهاً كخبر الكهنة والدجالين.

تابعت قناة الجزيرة والتي ما إن يقتل شخص في أقاصي الدنيا إلا وتسرع في نقل خبره تابعتها لعلي أظفر بخبرٍ عن القتلى الثمانية الذين سقطوا في فعاليات الهبة السلمية في جميع محافظات الجنوب لكن خاب ظني فكاهنهم في صنعاء غير مهتم بمثل هذه الأخبار لكنه مهتم بخبر اعتقال الحوثيين لمدير المكتب التنفيذي للإصلاح في صعدة ومهتمون بأخبار الحوار الوطني أما قتلى حضرموت والجنوب فسكَّن الله حلالهم في الجنة لا بواكي لهم!! وقل مثل ذلك عن باقي مراسلي القنوات في صنعاء (العربية والبي بي سي) وغيرها والذين يمارس مراسلوها سياسة التعتيم والحجب لأخبار حضرموت والجنوب في خيانة واضحة لميثاق الشرف الإعلامي الذي يتشدقون بالانتساب له.

حينما كان شباب الثورة اليمنية المسروقة في الساحات قامت الجزيرة ببث فعالياتها يومياً وقد جعلت لها مراسلين في جميع المحافظات ونسق مكتبها في صنعاء مع قناة سهيل لنقل أخبار فعالياتها من المكلا وسيئون وشبوة والضالع وعدن وغيرها ولكن لست أدري أين اختفى أولئك المراسلون من أصحاب الدفع المسبق ما لهم لا ينقلون أخبار هبة الكرامة الحضرمية ومشاركة عشرات الآلاف من البشر في فعالياتها في حشود هائلة لا يكاد مئات المجتمعين في ساحة كورنيش المكلا  يساوون شيئاً عندهم لكنها سياسة الحجب الإعلامي لفعاليات الهبة الحضرمية!!.

اليوم في الضالع حدثت مجزرة وقتل وجرح فيها العشرات في مخيم عزاء ورأينا صوراً مأساوية دامية, هرعت إلى التلفاز لعلي أرى خبراً عاجلاً كتلك الأخبار العاجلة التي تتحفنا بها القنوات الإخبارية من مشارق الأرض ومغاربها لكنني رأيت الجزيرة مهتمة بمظاهرات مصر وعدد الذين يختنقون فيها بالغازات المسيلة للدموع ولا حس ولا خبر عن مجزرة الضالع كأننا نعيش في كوكبٍ آخر لأن مراسليها في صنعاء لا يهتمون بمثل هذه الأخبار التي لا تعنيهم طالما أنها لم تحدث لمواطنيهم, فالنظرة المناطقية هي التي ينطلق منها هؤلاء في صياغة الخبر ونشره!!.

عظم الله أجر الإعلام وقنواته فقد توفي الحياد وتبعته أختاه الشفافية والمصداقية فما نعمنا بالأمس ولن ننعم اليوم ولا في الغد بسماع أخبار ما يجري على أرضنا لأننا لن نشاهد في قنوات الأخبار العالمية إلا ما يسمح به الكهنة.

أخبار ذات صله