fbpx
معاش الكلب البريطاني = معاش 16 عميد و250 مناضل جنوبي

 

حين انتقلت المناضلة الشهيرة الراحلة دعرة بنت سعيد لعضب الى بارئها ، وهي الحاصلة على امر رئاسي بترقيتها الى رتبة عقيد ، كان معاشها التقاعدي الفي ريال تدفع كل ثلاثة أشهر ستة آلاف ريال ( ما يعادل ثمانية دولار للشهر الواحد)، وعلى ذلك يمكن قياس معاشات مناضلي الثورة الآخرين.

ووقت ان احيل مئات العمداء وكبار الضباط من منتسبي الجيش الجنوبي الى التقاعد القسري بعد حرب صيف 94م كان أعلى مبلغ يصرف لأكبرهم رتبة هو سبعة وعشرون الف ريال أي ما يعادل مائة وخمسة وعشرون دولار امريكي وعلى هذا الرقم يمكن حساب معاشات الضباط والأفراد الاقل رتبة. مثل هذه المعاشات، التي تصرف لمناضلين وقادة ،أفنوا أعمارهم في خدمة البلد، لا يمكن ان توفر لهم ابسط مقومات العيش الكريم بل ونصف الكريم ،ولا يمكن ان تقيهم ذل الحاجة والسؤال في ظل تغول الفساد والغلاء وتزايد وتعدد متطلبات المعيشة. لا استطيع ان أفهم كيف كان القائمون على شؤون البلد ولا زالوا يفكرون وهم يتعاملون مع شريحة المتقاعدين والمناضلين ، وكيف يتصورون، ان مبلغا بهذه الضآلة، يمكن ان يوفر عيشة محترمة، تليق بقائد عسكري سابق ،أو مناضل كان صاحب فضل في وصولهم الى ما وصلوا اليه.

او ان يؤمن لمواطن عادي بسيط ما يحلم به بأن يحيا كما تحيا الناس في كل بقاع الأرض. في كل بلدان العالم التي تحترم الانسان، وتقدس الحياة الحرة الكريمة، ينال المناضلون والمتقاعدون، مكانة وامتيازات ، لا يحظى بها حتى قادة هذه البلدان فهم محط تقدير واجلال كل المجتمع ، ولعل أكثر الناس سعادة في العالم المتحضر هم قدامى المحاربين والمتقاعدين، لأنهم يقضون ما تبقى من حياتهم ، في رحلات سياحة حول العالم. الأمر المؤلم من هذا ان حتى الكلاب في بريطانيا، باتت محط تقدير ورعاية ، من حكومة بلادها لا يحظى بها مناضلون وقادة وضباط في هذا البلد، وتقول صحيفة تلغراف البريطانية (ان شرطة نوتنغهام شاير ، قررت تقديم رواتب تقاعدية للكلاب البوليسية، لضمان دفع فواتيرها الطبية بعد انتهاء خدمتها مع الشرطة يصل راتب كل كلب إلى 1500 جنيه استرليني أي ما يعاد ل 2000 دولار أميركي، ) وهذا الرقم اذا ما قسمناه على 125 دولار راتب العميد الجنوبي المتقاعد بعد حرب صيف 94م فإنه سيعادل راتب 16 عميد جنوبي، ويزيد العدد كلما تدنت الرتبة، اما اذا قسمناه على مبلغ المعاش الذي يتقاضاه مناضلو الثورة فإنه سوف يعادل 250معاش مناضل .

الأكثر سوءا ان بلدا لا يحظى فيه المواطن بمكانة كلب في بلد اوربي ، لا يتوانى عن قمع أي محاولة من هذا المواطن لتصحيح هذه الاوضاع، ورفض حالة الاذلال التي يتعرض لها، واعتبارها خيانة للوطن وللوحدة ولمنجزات الثورة .

اما الأمر الأكثر سوءا وبشاعة اننا في بلدنا وبفعل ضنك المعيشة وصلنا الى حال نتمنى فيها ان نحيا كحياة الكلاب، في اوربا لنشعر بطعم الحياة ومعناها.