fbpx
بصمة خير وقصة نجاح…

بصمة خير وقصة نجاح…

(عبدالله بلفقيه) شاب عدني حضرمي من ذلك الطراز المثابر المتواضع، بدأ وبعض زملائه بفكرة يسيرة في عمل الخير وتوزيع ما تيسر من السمبوسة والتمر والماء لتفطير من قابلوه من الصائمين في الطريق ، كانت كمية قليلة جدا لكن الفكرة تطورت ووصلت بعد ست سنوات لتقديم أكثر من ألفين وخمسمائة وجبة متكاملة في اليوم لإطعام الصائمين.

فريق عمل يبدأ بعد الظهر في المطبخ ثم التوزيع على عدد من مساجد عدن، ولم يكتفوا بذلك بل شملت بيوت العشش في ضواحي عدن ووصلوا إلى الأسر المعدمة والمتعففة هناك التي لا يعلم بحالها إلا الله.

يستمر عمل الفريق كل يوم في رمضان ومنهم من يداوم إلى الساعة الثانية ليلا ، ومنهم من لا يعود إلى بيته إلا ليلة العيد.
لم تسبق لي معرفة بأخي عبدالله، لكن اعتدنا في مسجد الرحمن أن تأتينا مئات الوجبات من عدد من المحسنين، ثم أتت كميات كبيرة جدا، وعندما اسال الشباب من أين هذا يقولون من عبدالله بلفقيه، فاتصلت عليه وشكرته ودعونا له، وفي ظني أنه رجل كبير في السن.

تشرفت بمقابلته آخر ليلة من رمضان، وحضرت تكريمه للفريق، وسمعت حديثه المتواضع عن جهودهم وكيف تطورت وليس لديهم إمكانيات ولكن تسخير الله وتيسيره، فيبدأون بالعمل ثم ينشرونه عبر تطبيق معين ويتفاعل بعض المحسنين ويدعمون هذا الخير.

وقد سخر الله من جهز لهم قريبا مطبخا خاصا ووسائل توصيل بل حتى قاعة تكريم العمال ، والله لا يضيع أجر المحسنين.

 

ومن كلامه القليل معي أعجبني قوله: (الله هو الميسر الرزاق، والخير سيصل للناس وسيرزق الله عباده بنا أو بغيرنا، ولا نمن على أحد بل الحمد لله الذي جعلنا سببا لهذا الخير ووفقنا إليه ).

أظن أنني عرفت أحد أسرار توفيقهم في هذا العمل وهو استشعار المنة والفضل من الله مع بذل الجهد والإصرار والعزيمة على النجاح.

هناك نماذج كثيرة من أمثال أخي عبدالله من مفاتيح الخير في مجتمعنا، ولهم بصمات كريمة في عدة مجالات ، ينبغي ذكر قصصهم وإن كانوا لا يسعون لذلك ولكن ليقتدى بهم في الخير ونفع الناس (فأحب العباد إلى الله أنفعهم للناس)، ولتشحيع الإحسان والتكافل وما أحوج الناس إليه في هذه الأيام.
والموفق من وفقه الله، وطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه.

 

منقول من صفحة د.عبدالرحمن الهاشمي