fbpx
سنة مضت بكل أوجاعها!

 

بقلم/ علي عبدالله البجيري

عام فلكي غادرنا، مخلفا أوجاع لم يسلم منها أحد منا. فهي سنة كبيسة، مملوئه بجروح وألام أصابت الصغير قبل الكبير. وها نحن نستقبل العام الجديد بتفائل، رغم ما خلفته السنة الماضية من إرث مأساوي لاتزال جروحه تدمي اجسادنا. ويعلم الله وحده مدى استمرار معاناتنا وما يخفيه لنا العام الجديد. فهل سيكون عونا لنا على تجاوز الماضي، مبشرا بالأمن والسلام، أم سيفاجئنا باحداث من الصراعات والحروب، والزلازل والفيضانات.

” عام مضى وعام أتى، عام مضى شهيدا، وعام قادم جديدا، عام مضى لكنه لم يمضِ هكذا، بل مضى مصطحب أناس معه، فكم أخذ من الأحباب! وكم نكل من الشباب! جموع اصبحوا تحت التراب، وجموع ينتظرون مصيرهم الغامض، وكأنما يقول للتائه أحذر وللغافل أنتبه، فامامك مهام وطنية ومهام التقوى بما لله من حق عليك. فيكفيك ما فرطت بحق المعبود وبحق الوطن، فالعام الجديد وكأنما يقول لمن غشي على قلبه غشاوة وأغواه الشيطان: تداركْ ما بقي من عمرك قبل أن ترحل كما رحل غيرك، واعتبر برحيل غيرك قبل أن يعتبر الناس بك”. انتهى الاقتباس.

ما بين عامٌ مضى وعامٌ قادم، نقلب الاوجاع وما اكثرها، ونسأل كيف يمكن لنا أن نصِف عام 2023 ؟ فليس له وصف “الا وصف سنة قتل الأطفال والامهات والشيوخ” في غزة، عام الابادة للشعب الفلسطيني، حرب كلفتها باهظة وجراحها عميقه، ستبقى في ذاكرة التاريخ، ولن تنساها الذاكرة الإنسانية، مهما تسترت عليها الدول الكبرى. ضف الى ذلك ما أتسم به ذلك العام من تموجات أثرت على الاقتصاد العالمي وبالتالي على معيشة الناس، اطاحة باوضاعهم الى مستوى الفاقة والفقر المدقع. كما جابت السنة الماضية معها مأسي تسببت في موت الالاف من الضحايا نتيجة الزلازل والاعاصير والكوارث الطبيعية في كلا من تركيا وسوريا والمغرب وليبيا.

ماذا يمكن لنا ان نكتب عن عام 2023م؟ هل يتحمل الانسان نتيجة افعاله ضد الآخر، ام نحمل الطبيعة قسوتها ونتلطف من غضبها؟
مازال أمامنا الكثير للقيام به من أجل تأمين الإنسان من الطبيعة، فالانسان بدلا من ان يسخر الطبيعة لصالحه، فقد عمل على الاسائه لها، هذه حقيقة أكدتها الحوادث التي رايناها وهي تتخذ طابعاً مأساوياً ومفجعاً.
فما يحدث لأهلنا في فلسطين يجعل عام 2023م محفور في ذاكرة الأجيال، لن ينسوا هذه السنة وهم يرون الشهداء يتساقطون والعدو الاسرائيلي ومتطرفي اليمين القومي لا يكتفون بما اجرموا به، بل ان آلة العدوان والتوحش مستمرة بعد قتل اكثر من 20 الف شهيد جلهم من الاطفال والنساء دون ان يتحرك الضمير العالمي أو يحرك ساكنه.
ونحن نقف على عتبات عام جديد، ندعو الله عز وجل ان يكون عام خير وسلام، تتعايش فيه الشعوب بلا حروب ولا دمار وخراب، عام تنتعش فيه اقتصاديات العالم وتتوفر فيه لقمة العيش الكريمة والشريفة.

عالمنا اليوم يواجه تحديات، والواضح أن نهاية تلك التحديات ليست قريبة، وسنظل تحت ضغوط تلك التحديات نتسأءل ماذا استوعبنا من العام الماضي الذي غادرنا وماذا نقدم للعام القادم إلينا يجر خلفه أوصال، وأوحال السنة الفارطة.

ختاماً.. دعونا نهمس في أذن العام الجديد ببيت شعر قاله المتنبي، نهديه الآن إلى عيد رأس السنة الميلادية، فنقول( بأية حال عدت ياعيد.. بما مضى أم بأمر فيك تجديد). أمد الله في اعماركم احبتي الأعزاء اعوام عديدة وأزمنة مديدة على طاعة الله عز وجل وكل عام وانتم بخير.