كتب – د.محمود السالمي.
مثلما للحرب دوافعها وظروفها، فللاستقرار أيضا دوافعه وشروطه، والاستقرار في اليمن كما هو الامر في كل مكان في العالم لايمكن أن يتحقق الا بحالتين:
– الاولى: ان ينتصر طرف عسكريا، ويحتكر القوة بيده، ويجبر الأطراف الأخرى على الاذعان له.
– الثانية: ان تصل الأطراف المتنازعة ألى قناعة بعدم جدوى القتال، وإلبحث عن حل سياسي يستوعب مصالح الجميع.
وحتى الآن لا تتوفر الظروف لأي من الحالتين، فلا طرف استطاع أن يحسم المعركة لصالحه، ولا الاطراف عندها الاستعداد للقبول ببعضها، لاسيما الحركة الحوثية، فهي غير مقتنعه حاليا بتسوية حقيقية وعادلة، ولديها اعتقاد راسخ بإنها ستستطيع هزيمة خصومها عسكريا وفرض مشروعها، وتعتقد ان تدخل التحالف في اليمن هو من اعاقها، ولذلك يهمها في المقام الأول خروج التحالف من معادلة الحرب حتى يمكن لها هزيمة القوى التي تقاتلها.
دول التحالف واضح انها تعبت من أطالة امد الحرب، وتريد ان تشرف قبل انسحابها على أي تسوية وبأي شكل من الأشكال، حتى لا تلاحقها الانتقادات إذا خلفت الفوضى والحرب خلفها في اليمن. لكن الحقيقية ان أي اتفاق سياسي في ظل الظروف الحالية لن يكن أكثر من مجرد استراحة لشوط حاسم من الحرب.
الاطراف التي تقاوم الحوثي لديها مشاكلها وخلافاتها الكثيرة، وقضاياها المختلفة، طرف قضيته سلطة، وطرف قضيته انتقام، وطرف قضيته أرض، وطرف قضيته دين ومذهب. والمشكلة المهمة لدى تلك الأطراف هي ان الطرف الذي يبحث عن السلطة هو من يقود بقية الأطراف الأكثر اخلاصا منخ في القتال، فدائما الذي يبحث عن السلطة ليس لدية الاستعداد للموت من أجلها.
من يدافع عن أرض او عن مذهب عنده الاستعداد أكثر من غيره للصمود في الميدان وللموت من اجل القضية التي يدافع عنها.
ولذلك في حال التوقيع على تسوية مؤقته وإنسحاب التحالف، فلابد من تشكيل سلطة سياسية جديدة في المناطق المحررة وإسناد قيادتها للأطراف التي عندها الاستعداد للقتال والصمود في الميدان، فعلى الأقل إذا لم تتمكن من هزيمة الحوثي في المناطق التي يسيطر عليها في جولة الحرب القادمة، فستدافع عن ما تحت يدها، وستخلق حالة توازن عسكري ستجبر الحركة الحوثية على الجنوح للسلم.
أما إذا استمرت قيادة السلطة السياسة والعسكرية بيد من يسعون فقط للمال والسلطة فإن امر انتصار الحوثي على الجميع بعد انسحاب التحالف ليس محل شك كبير.