في موقف الحكومات العربية

 

كتب – د.محمود السالمي.
الحقيقة التي تحاول أن تداريها الحكومات العربية هي ان معظمها تريد التخلص من حكم حما س لغ زة اكثر مما تريده الحكومة الإسرائيلية والحكومات الغربية.
الجماعات العابرة للحدود تهدد بشكل كبير مستقبل الانظمة وخاصة التي لاتستند إلى الشرعية الانتخابية.
في الماضي وقفت الانظمة العربية الملكية بقوة ضد الجماعات العربية القومية والاشتراكية أكثر مما وقفت ضد إسرائيل لان تلك الجماعات عملت على شطبها من الخارطة السياسية، ونجحت في اسقاط العديد منها .
وبعد أن زال خطر الجماعات القومية والاشتراكية ظهر خطر الجماعات الدينية العابرة للحدود وأهمها جماعة الإخوان التي تشعر الانظمة العربية كلها الملكية والجمهورية  بأن خطرها على الانظمة العربية أكثر من الخطر الاسرإئيلي.
انتصار حركة حما س في غ زة سيعطي لجماعة الإخوان زخما كبيرا قد يشبه الزخم الذي منحه فشل العدوان الثلاثي على مصر في الخمسينيات لجماعة القومية العربية. في حين أن هزيمتها سيضعف الجماعة التي تعرضت في السنوات الأخيرة لانتكاسات عديدة، وقفت خلف بعضها انظمة عربية.
ومن يعلق الأمل على وقوف الحكومات العربية إلى جانب فصائل المقاومة في غ زة لاشك في انه لا يفهم بطبيعة الحكومات العربية ولا بطبيعة السياسة نفسها.