fbpx
الى جنة الخلد ياقاهر الإرهاب.

كتب/ علي عبدالله البجيري

أنه قدرنا نحن الجنوبيون أن نواجه أفة الإرهاب، تلك الأفة الخطيرة والدخيلة على مجتمعنا. فالتنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها جائتنا من خارج الوطن، أما مصدرها ومن يمولها ويرعاها، فشعبنا يعرف أن النظام السياسي السابق وخاصة علي محسن الاحمر هو وحزبه التجمع اليمني للاصلاح، هم من يتبنون ويشرفون على تلك الجماعات الإرهابية ويوجهون أفعالها في مناطق الجنوب. من نتائجها ان راح ضحيتها المئات من القيادات السياسية والعسكرية والمواطنين الابرياء.

استشهاد العميد عبد اللطيف السيد قائد قوات الحزام الأمني في محافظة ابين نموذج لتلك التضحيات، ويعد خسارة فادحة بحق الجنوب وقواته المسلحة. فالشهيد له رصيد من البطولات وباع طويل في الدفاع عن وطنه الجنوب في مختلف المراحل .
لقد كرس حياته ونضاله في محاربة الإرهاب، وصقلته سنوات النضال وخبراته في الميادين كخصم تاريخي للتنظيمات الإرهابية من قاعدة ودواعش واصلاحين. أنه ” قاهر الإرهاب”. ولطالما أفلت الشهيد من الموت بأعجوبة لمرات عدة .. هذا هو قدر أهلنا فإن لم نقدم كل غالي ونفيس لمواجهة هذا الخطر، فلن تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار ، بل ولن ينعم الاقليم من حولنا والعالم من هذه النبتة الشيطانية الخطيرة، التي تتربص بمصير بلداننا ومستقبل أجيالنا.

ماحدث في الجنوب من توافق سياسي في مؤتمر الحوار الجنوبي وما تبعه من هيكلة لقيادة المجلس الانتقالي قد شكل في مجمله تطور سياسي كبير، من نتائجه توحيد المواقف والتأكيد على الأهداف. رسالته تكمن في “اننا شعب حر ولنا قضية عادلة ومطلبنا هو عودة الدولة الجنوبية بحدودها من المهرة حتى باب المندب”. هذه التطورات أصابت قوى الإرهاب اليمنية في مقتل واربكت حساباتها وخططها الإرهابية وخاصة في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين.
نتفق مع ما قاله الكاتب الجنوبي صلاح السقلدي بان الإرهاب هو صناعة سياسية وفكرية وايدلوجية ملطخة بالدم والبارود. صناعة مرتكبيها اربعة اطراف:
1-القائد السياسي والايدلوجي.
2-الممول بالمال والعتاد.
3-المحرض بالفكر والاعلام.
4-الضاغط على زر التفجير وزناد البندقية.
نعم هؤلاء هم مرتكبي الجريمة الارهابية. فمن واقع الأحداث والمواجهات مع الجماعات الارهابية، ينبغي اخذ الدروس ووضع الخطط بهدف الوصول إلى قواعده ومخابئه في عمق الوديان وسفوح الجبال. ومن بعد كل انتصار لابد من وقفة تقييم، والتحقيق مع كل من تم القبض عليهم لمعرفة الأسباب التي دفعت بهؤلا الشباب للانظمام إلى تلك الجماعات الظلامية، والأهم الوصول إلى معرفة اساليب تجنيد الشباب وغسل الأدمغة بالتضليل والكذب وتحريف المفاهيم والأحاديث الدينية.
وهنا لابد من التأكيد على أن الجماعات الإرهابية هي ظاهرة سياسية وليست دينية” كما قال شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب ، وهي “من صنع بعض الأنظمة السياسية الغربية وصدرتها للعالم، والصقتها باليهودية والمسيحية والإسلام لتحقيق مكاسب وأجندات بالغة التعقيد”. نعم الإرهاب ظاهرة عالمية عابرة للحدود، تقف خلفه دول ومخابرات إقليمة ودولية تدعمه وتقدم له المال والسلاح، وتساعده على تهريب وإيصال المخدرات إلى كهوفه كوسيلة لافساد أجيال المستقبل.

الجنوب يواجه حرب إرهابية شرسه تشارك فيها وسائل إعلامية واقلام مأجورة وقنوات تلفزيونية تابعه لحزب الاصلاح والتي تلعب دور داعم ومحرض بما يخدم اجندات الاعمال الإرهابية في الاراضي الجنوبية المحررة.

خلاصة القول: رحمك الله ايها الشهيد عبد اللطيف السيد وصبر عائلتك وأهلك وأصدقاءك ومحبيك. كل التعازي لهم
وللوطن الجنوب الذي خسرك وللمبادئ التي دافعت عنها وللحرية التي حميتها بدمك وفديتها بروحك. رحمة الله عليك ايها الفارس المغوار الذي ترجل عن صهوة جواده مبكرا، رحلت لتبقى خالدا في ذاكرة شعب الجنوب.