fbpx
التعدي على القرأن الكريم، هو دعوة للكراهية الدينية.

بقلم/ علي عبدالله البجيري

لماذا هذا الإستفزاز والكراهية والعنصرية تحت مسمى حرية التعبير والرأي والرأي الأخر؟ إحراق القرآن الكريم لا يندرج ضمن حرية التعبير، فهو تصرف مرفوض ومدان من قبل جميع الأديان. فإحترام الأديان واجب ديني وأخلاقي وقانوني، ولكن ان يتم مثل هذا العمل المشين بموافقة المحكمة وحماية الشرطة السويدية، فهذا ما ينبغي شجبه واستنكاره.

المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تحث الجميع على حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، هذا يعني صراحة ان اية أعمال تمس قداسة الأديان هي محضورة بموجب القانون الدولي، الذي نصت عليه المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، خصوصاً إذا كان التذرع بحرية الرأي هدفه إثارة الكراهية والتمييز والعنف، وقبل ذلك فهو محرم بموجب نصوص الشرائع السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.

حرية التعبير بهذا المفهوم الذي شهدناه في العاصمة استوكهولم هو تعدي على معتقدات الأخرين، بل تعدي على قدسية احد الاديان السماوية، مما يجعله في خانة ازدراء الاديان. فكيف وهو يحدث في يوم ديني مشهود لدى المسلمين هو “عيد الأضحى المبارك،” وما يشكله من إساءة إلى الدين الاسلامي الذي يعتنقه مليار وثمانمئة مليون مسلم، يشكلون 25 في المئة من سكان العالم .

يقول الاعلامي عبد الباري عطوان وهو يستعرض ماحدث في السويد من حرق القرآن، ان شاب مصري يدعى خالد الهوار أراد أن يكشف زيف الديمقراطية الغربية وادعائها بحق التعبير، فتقدم بطلب قانوني لإحراق ” التوراة ” أمام السفارة الإسرائيلية، فرفض طلبه نهائياً. هذا الشاب كما يقول عطوان لم يكن ينوي عمل هذا الفعل ولكنه أراد فقط أن يكشف زيف وكذب حرية التعبير وعنصرية القرارات الاستفزازية ضد الإسلام.

مهما كانت هذه الاعتداءات التي تستهدف الأديان السماوية، فاننا ليس معها بل نقف ضدها، عملا بقول رسولنا الكريم : ( لكم دينكم ولي دين ). فالتسامح والتعايش واحترام معتقدات الآخرين ومحاربة الإرهاب هي من القيم الراقية لضمان سلامة المجتمعات وتعايشها، ولنا في وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك خير مثال للتعايش ( وهي بيان مشترك وقعه البابا فرانسيس من الكنيسة الكاثوليكية والشيخ أحمد الطيب الإمام الأكبر للأزهر،) في 4 فبراير 2019 في مدينة أبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة.

خلاصة القول: يكفي ما يحدث في العالم من حروب وعدم استقرار وفقر ومجاعة، فالوضع الدولي حرج جدا ويحتاج الى تَعَاضُد محبي السلام لإنقاذ التعايش الإنساني لسكان المعمورة ، على أن لا تتهاون الحكومات مع أي نزعات عنصرية تسعى إلى نبذ الآخر ووضع العوائق أمام دعوات التآخي والايمان والعيش المشترك.
لقد تعالت الأصوات في العالم بضرورة تبنّي آليات فعالة لحماية القيم والمعتقدات..دعونا نتعايش بأمان وسلام ومنع كل استفزاز يؤدي إلى تسويق الإرهاب بكل صوره وأفعاله الشنيعة وينسف التعايش بين الأمم المشار اليه في وثيقة الاخوة الانسانية من اجل السلام العالمي