في أرض العرب اجتمع العالم !

 

كتب/ علي عبد الله البجيري

اشرقت شمس دوحة العرب، لتضيئ على يوم نادر من تاريخ الرياضة في العالم. يوم تاريخي أدخل الفرحة والابتهاج إلى قلوب كل سكان المعمورة، وزرع الفخر والإعتزار في قلوب كل العرب. انها دوحتنا نحن العرب وفيها خيمتنا العربية التي تجمعنا وتعكس سماتنا. هكذا هو بيتنا “بيت العرب” المتسم بالحضارة التاريخية، ممزوج بها الحداثة العصرية، مما جعل أعين ثمانية مليار نسمة تنظر الى ابداعات الثقافة العربية ودينها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها. نحن العرب المتمسكون بماضينا التراثي المنفتح على الحداثة العلمية والثقافية ونعمل على الاخذ بالتكنولوجيا العصرية لتطوير قدراتنا بهمم عالية مجاراة بشعوب العالم المتطورة.
في حفل بهيج على “استاد البيت العربي” وبحضور كبير من مختلف جنسيات العالم جسدت الشقيقة دولة قطر، بكل جدارة واقتدار وبكفاءة عالية استضافتها لأهم حدث كروي عالمي، حين أعلن اميرها الشاب تميم بن حمد : “انطلاق مباريات كأس العالم على مدى 28 يوماً، تابعنا ويتابع، معنا العالم بأسره المهرجان الكروي لكأس العالم فيفا قطر 2022م” هكذا كانت صرخة مدوية في عالم المتعة والتحدي الكروي، صرخة ممزوحة بالاعتزاز والفخر، مصدرها دولة عربية مسلمة تقع في الشرق الاوسط من العالم. حدث كان محط أنظار وإعجاب العالم، ابهر الجميع بما تحقق في جزء من ارض العرب من مواكبة للتقدم والحداثة، بما سخرته دولة قطر من إمكانيات وتجهيزات هائلة. نعم هي الرياضة اللعبة الشعبية الساحرة التي يجتمع حولها ويستمتع بمشاهدتها الغني والفقير عبر النقل المباشر بواسطة الأقمار الاصطناعية، رياضة يترقبها ويتابعها العالم بكل شغف واهتمام، بطولة تحمل رسالة المحبة والسلام دشنها أمير قطر بقوله. «الناس سيجتمعون على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم هنا في قطر» مرددا «ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانباً لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته.

من خيمة العرب في الصحرا، إلى “بيت العرب” في القرن الواحد والعشرون بتكنولوجيا العصر وحداثة العلم والتمسك بالإصالة.

مع الاسف لم يعرف الغرب عن العرب غير “الجمل” سفينة الصحراء، والنفط حصان انتاج العرب، ثم جاء مونديال قطر ليقول للعالم أجمع هذه هي أرض العرب وهذا تاريخها.
واستأذن القارئ هنا أن أسجل النقاط التالية:

‏اولاً.. ‏الشقيقة قطر هي الدولة العربية الأولى والشرق الاوسطية التي تستضيف كأس العالم في تاريخ البطولة، فهي أيضا الدولة التي استثمرت أموالا أكثر في هذا الحدث إلى حد بعيد، الأموال التي تم إنفاقها منذ عام 2010 كانت لإنشاء بنية تحتية، مثل شبكة جديدة للمترو في الدوحة ومطار دولي وطرق جديدة وبناء نحو مئة فندق جديد ومرافق ترفيهية. فيما يأتي الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات في إطار تنفيذ مشروع “رؤية قطر الوطنية” للبناء والتعمير.

ثانياً..من المتوقع أن يدر المونديال نحو 9 مليارات دولار من الأرباح تأتي في معظمها من الإنفاق السياحي والأنشطة الاقتصادية المصاحبة لهذا المونديال.
ختاماً. كلمة حق نسجلها للأخوة في قطر : بيّض الله وجيهكم، وفيتوا وكفيتوا، يامن حققتم هذا الإنجاز الرائع، لقد مثلتم العرب خير تمثيل، قدمتم وشرحتم تاريخ هذه الأمة من منبع وجودها وولادة حضارتها التاريخية في صحراء العرب، فلكم التحية والتقدير وجزيل الشكر والاحترام.