مقالات للكاتب
أحمد سعيد كرامة
تحالف هش ومنفلت وفاشل ومهزوم معنويا قبل أن يكون عسكريا ، تحالف يبحث عن أضعاف الكل للسيطرة على الكل دون استثناء ، تحالف لا أهداف إستراتيجية له محددة ومعلنة غير السيطرة والتهميش والاقصاء لشركائه وحلفائه ، وبالتالي هدف التحالف اليون هو عدوا الامس صديق اليوم والعكس صحيح .
لا أعلم تحت أي ذريعة أو منطق عدم تزويد المحافظات الجنوبية المحررة الجنوبية وغير الجنوبية من منظومات دفاعات جوية حتى متواضعة كالصينية أو الروسية أو الاوكرانية القديمة ، أو حتى منظومة رادارات بدائية نستطيع من خلالها تحديد موقع وحجم أي هجوم جوي وتلافيه بأقل الخسائر البشرية .
تحالف أقصى ما زود به شركائه أو أتباعه سيارات دفع رباعي ومدرعات خفيفة خالية من أي نوع من أنواع التسليح النوعي والكمي الحديث ، بل وصل الأمر بعدم صرف أجهزة إتصالات لا سلكية لأفراد الجيش والأمن إلا في نطاق محدود للغاية .
ما يمتلكه بقايا الجيش الوطني الوهمي في مأرب وحضرموت الوادي وشبوة من سلاح ثقيل أو بعض من المروحيات ، هو من مخلفات الجيش العفاشي البائد فقط ، الحصار العسكري السعودي علينا شبيه بحصار الجيش الأمريكي بعد غزوا اليابان في الحرب العالمية الثانية ، وكيف احتلت أمريكا اليابان وفرضت عليهم حتى الدستور على المقاس الأمريكي حينذاك .
ماذا يريد التحالف العربي اليوم في اليمن والجنوب تحديدا من خلال سياسة الاضعاف والافقار والتجويع ، بهذه الاستراتيجية الكارثية الشيطانية من أجل السيطرة التامة على الأراضي اليمنية والجنوبية وفرض الوصاية علينا والتدخل السافر بشؤوننا الداخلية ستزرعون بذور الحقد والكراهية فينا تجاهكم .
عشرون عام من السيطرة التامة للامريكان وحلفائهم على الشرعية الأفغانية وجيشها الهش ، سبب إنهيار الجيش الأفغاني كان متوقع وليس مفاجئ كما يدعي الرئيس الأمريكي بايدن ، عندما تأسس عصابة أو مليشيات ويكون ولائها الأول والأخير للمحتل أو المسيطر أو الوصي الأجنبي ، تكون النتيجة طبيعية كحال الجيش الأفغاني واليمني الشرعي ( فساد وسرقة وانهيار تسونامي في جبهات القتال قبل نشوب الحرب في كثير من الأحيان ) من يقاوم هم أغلبهم من القبائل أو أهل المناطق فقط .
رغم الخطأ الاستراتيجي الفادح للامريكان في أفغانستان بإعتمادهم على سياسة إنشاء جيش كبير العدد قليل الولاء لوطنه وشعبه طيلة عشرين عام ، لم تبخل أمريكا عليهم بتزويدهم بشتى أنواع وأصناف السلاح النوعي البري والجوي لاحداث تفوق نوعي وكمي على حركة طالبان .
ما حدث ويحدث في اليمن حرب أعداء الأمس أصدقاء الغد ، هو البحث عن المصالح والخروج من مستنقع اليمن بشتى الطرق والوسائل ، ومع التطور النوعي والكمي للسلاح المقدم لمليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن من قبل إيران ، هناك بالمقابل حصار عسكري ( بمختلف أنواع السلاح المتوسط والثقيل ) وجوي ( للمطارات المدنية من خلال تقنين نشاطها بالحد الأدنى ) مفروض وبقوة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على من يفترض أنهم حلفائها وشركائها ورفاق سلاحها من الجنوبيين في هذه الحرب .
من الله علينا بشريط ساحلي طويل ، وبالتالي علينا البحث كقيادة جنوبية ممثلة باللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عن مصادر تسليح من السوق العالمي المفتوح للتزود بشتى أنواع التسليح النوعي والكمي .
لا نقول أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها أخطاؤ في تقدير حجم وقوة حركة طالبان ، لأن المعنويات العالية والهدف السامي بغض النظر عن حامليه من يصنع النصر ، حتى لو كان بأدوات بدائية ورخيصة أمام أعتى جيوش العالم وأفضلها عدة وعتاد وأموال .
على التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مراجعة حساباته قبل القرار الأممي القادم بوقف الحرب في اليمن ، ومراجعة استراتيجيته الفاشلة التي ستؤدي بقصد أو بغير قصد إلى تمكين جيش سلالي ومناطقي وجهوي على اليمن الشمالي ، والذي سيصبح شوكة في فم المملكة العربية السعودية إلى ما شاء الله من الزمن .
ناهيك عن الدفعة المعنوية الهائلة لشيعة المملكة بعد إنتصار مليشيات الحوثي الإيرانية في هذه الحرب ، قوة الجيش الجنوبي هو من قوة حلفائه وشركائه الأوفياء ، لا تبخلون عليه بالتسليح الكمي والنوعي لمختلف أنواع السلاح والذخائر المتوسط والثقيل .