fbpx
الإمارات .. ومقاومة ما بعد التحرير

 

أحمد سعيد كرامة

لنكن منصفين بعض الشيء ، لم يكن للإمارات ذنب فيما نحن فيه في الجنوب وتحديدا في العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المجاورة لها ، من إنفلات أمني وتمزق النسيج الإجتماعي وانحلال أخلاقي وتشكل أمراء حروب أضروا بالمحافظات الجنوبية المحررة كثيرا أرض وإنسان .

نحن من يتحمل مسؤولية تفشي ظاهرة الفساد والفشل والبلطجة والمخدرات والقتل شبه اليومي بسبب وبدون سبب وبأدوات جنوبية خالصة ، وتفشي ظاهرة حمل السلاح بصورة منفلتة ومقرفة بالشوارع والمرافق العامة والخاصة دون رادع رغم فائض القوات بمختلف مسمياتها والنقاط الأمنية في عدن تحديدا ، لماذا لا نرى ظاهرة حمل السلاح بالمكلا ، لماذا السماح للجنود والمرافقين التجول بالاطقم والسلاح في الأسواق والمطاعم والشوارع خارج أوقات مهامهم في عدن ، نحن من يتحمل مسؤولية ذلك الانفلات المخزي كجنوبيين مسيطرين على العاصمة عدن عسكريا وأمنيا وإداريا .

ما الذي تغير ، ومن الذي تغير ولماذا ، ولماذا هذا السكوت المريب والتماهي مع ما يجري في عدن من قبل القيادات الجنوبية برمتها ، وأين ذهبت كل تلك الشعارات والهتافات الوطنية والتحررية المطالبة بالأمن والاستقرار ، وكل تلك التضحيات الجسام والتنازلات الكبيرة المؤلمة المذلة المستمرة لمصلحة من ذهبت ، وبمن تأتي الإمارات لتساعده بالنهوض بهذا الوطن المنكوب وشعبه المغلوب ، وهل هي ملزمة إجباريا بمساعدة مجموعة من الفاشلين الوصوليين الإنتهازيين إلى الأبد ، هناك من يتعامل مع الإمارات من منظور إبتزاز رخيص ولا يعلم بأنه يسيء لشخصه ووطنه أولا وأخيرا ، ولا يعلم بأن لا مصالح كبرى ترغم الإمارات على السير في هكذا علاقة كارثية ، وهل وصلنا إلى بداية النهاية بعلاقتنا مع حليفنا الإماراتي .

بعد تحرير عدن 2015 م حاولت الإمارات جاهدة استدعاء الجيش والأمن من الجنوبيين للمشاركة في عملية إستتباب الأمن وتشكيل نواة للجيش الجنوبي المهني ، وحاولت أكثر من مرة وكان أخرها دفع رواتب جميع منتسبوا وزارة الداخلية في عدن مقدما عبر فروع البنك الأهلي التجاري في عدن ، وبلغت رواتب كبار الضباط إلى أكثر من 4 الف ريال سعودي والجنود والصف بنسب متفاوتة ، ومع هذا لم يلتحق أحد بوحداته العسكرية والأمنية .

رصدت الإمارات مبالغ ضخمة لإعادة انشاء كلية الشرطة عدن بالتواهي ومدرسة الشرطة لتأهيل الصف والجنود بالصولبان بعد تحرير عدن ، وأرسل 40 من كبار ضباط وزارة الداخلية من الجنوبيين كنواة بعد تحرير عدن إلى أبوظبي ، من عطل كلية الشرطة ومدرسة الشرطة في عدن هو المستفيد الوحيد الان من هكذا أوضاع مزرية وكارثية ( ولماذا حتى اللحظة لا نريد كلية الشرطة ومدرسة الشرطة في عدن ) ، من شيد ودعم كلية الشرطة بالمكلا أليست الإمارات ، ومن الذي عرقلها في عدن إذن .

تعلمت الإمارات من درس عدن البليغ وتجاوزته أثناء تأسيس النخبة الشبوانية في شبوة ، التي كان يشيد الكل بأدائها وإنضباطها وسلوكها ، وكذلك النخبة الحضرمية بالمكلا وساحل حضرموت بعد التحرير ( والسقطرية ) ، تم رفض وإفشال مشروع إستنساخ المقاومة الشعبية لتحرير حضرموت بعد التحرير ، لكي لا يتكرر نفس سيناريوا عدن ولحج وأبين والضالع هناك .