fbpx
أغسطس الأسود.. انفجاران في لبنان بينهما فساد وانسداد سياسي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

عام وبضعة أيام فقط تلك التي تفصل بين حدثين قاتمي السواد، فقد وجد اللبنانيون أنفسهم حبيسي ذكرى تطاير ألسنة النيران بين انفجاري مرفأ بيروت العام الماضي وخزان الوقود في عكار.

 

وفجر الأحد استفاق اللبنانيون على انفجار خزان مخبأ يحوي آلاف الليترات من البنزين في بلدة التليل بعكار (شمال)، ما أدى إلى سقوط 28 قتيلا وأكثر من 80 جريحا.

 

أشلاء محترقة وجرحى ودمار وفوضى خلفها انفجار عكار، تلك هي القواسم المشتركة التي أحيت ذكريات انفجار مرفأ العاصمة بيروت الدامي داخل وجدان وذاكرة اللبنانيين.

 

وكأن ثامن أشهر العام قدر له أن يكون شهرا لاجترار الأحزان والمآسي والذكريات الدامية، جراء تفشي الفساد والإهمال في البلد المأزوم.

 

وفي الرابع من أغسطس 2020 وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو 6 آلاف آخرين بجروح، فضلا عن دمار مادي هائل في الأبنية السكنية والمؤسسات التجارية.

 

وبحسب تقديرات رسمية، وقع الانفجار في عنبر كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، كانت مصادرة من سفينة ومخزنة منذ عام 2014.

 

التقارب والتشابه بين انفجاري مرفأ بيروت وخزان وقود عكار دفعا المغردين اللبنانيين إلى المقارنة بين الحادثين الداميين عبر منصات التواصل الاجتماعي.

 

ونشر الناشط اللبناني محمد الحاج، عبر تويتر، صورتين، الأولى لانفجار مرفأ بيروت والثانية لانفجار عكار، وأرفقهما بعبارة “الرابع من أغسطس / الخامس عشر من أغسطس= مشهدان لإجرام دولتي (لبنان)”.

 

وقال محمد سالم، عبر تويتر “المفسدون اللبنانيون أرادوا إحياء ذكرى انفجار مرفأ بيروت بهذا الانفجار (عكار) حتى يعلم الجميع أن لبنان دائما تحت رحمتهم”.

 

التقارب والتشابه بين انفجاري مرفأ بيروت وخزان وقود عكار دفعا المغردين اللبنانيين إلى المقارنة بين الحادثين الداميين عبر منصات التواصل الاجتماعي

 

كما غردت مريم فؤاد، عبر تويتر، قائلة “مجزرة مرفأ بيروت لا تختلف عن مجزرة عكار.. نفس الحجم ونفس الألم ونفس العصابة (في إشارة إلى المسؤولين)”.

 

وتساءل سامر الراعي، عبر تويتر، قائلا “هل لبنان موعود في أغسطس أن يكون على موعد مع كارثة؟ّ”.

 

وأضاف “حتى مستشفيات لبنان التي تعاني نقصا في الأدوية والمستلزمات الطبية، فقدت القدرة على معالجة الجرحى في عكار، على غرار ما حصل في الرابع من أغسطس 2020 (انفجار المرفأ)”.

 

والأحد أعلنت الهيئة العليا للإغاثة الإنسانية في لبنان (رسمية) أنها تواصلت مع تركيا ومصر والأردن ودول أخرى لنقل الحالات الخطرة جراء الانفجار إليها لتلقي العلاج، على وقع استغاثة بعض مستشفيات لبنان إثر نقص المستلزمات الطبية.

 

وقرر مجلس الوزراء اللبناني في بيان أن الاثنين يوم حداد وطني على ضحايا انفجار عكار، على أن تُنكس الأعلام وتُعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع الفاجعة الأليمة.

 

ومنذ العاشر من أغسطس 2020 يتعثر لبنان في تشكيل حكومة وطنية، خلفا لحكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب التي استقالت بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.

 

وبسبب أزمة اقتصادية طاحنة، يشهد لبنان منذ أشهر شحا في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، بسبب عدم توافر النقد الأجنبي الذي كان يؤمنه المصرف المركزي من أجل دعم استيراد تلك المواد.

 

ويزيد التأخر في تشكيل الحكومة منذ أكثر من عام الوضع سوءا في بلد يعاني منذ أواخر 2019 أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ما أدى إلى انهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى.

وسوم