fbpx
كاتبه خليجية : 47% نسبة الطلاق بمجلس التعاون الخليجي ..الدور الاجتماعي ومشكلة الطلاق
شارك الخبر

الدور الاجتماعي ومشكلة الطلاق

بقلم : د. أمل الملاح
زادت في الآونة الأخيرة معدلات الطلاق في البلدان العربية فلقد توصلت الإحصاءات إلى أن نسبة الطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي وصلت إلى حوالي 47 % معظمها بين الشباب وأعلى معدلاتها في الكويت حيث بلغت قرابة 48 % وفي السعودية 35 % وفي الإمارات 26 % وفي معظم الحالات يتم الطلاق في السنة الأولى من الزواج ولم يختلف الوضع كثيرا في دول المغرب العربي حيث تؤكد الدراسات الاجتماعية أن نسبة الطلاق تصل إلى 25 % أغلبها خلال العامين الأولين من الزواج.
و تلك الظاهرة لابد وأن وراءها أسباب متعددة ولكن أبرز تلك الأسباب هي جهل الطرفين بدوره الاجتماعي فالزواج ليس مجرد عقد يكتب ولا خاتم يلبس بل هو انتقال من دور اجتماعي معين إلى دور اجتماعي آخر فبعد أن كان الشاب أوالفتاة عضوا داخل منزل أصبح قائدا لمنزل جديد وبعد أن كان هناك من يقوم بتلبية احتياجاته أصبح ملزما بتلبية احتياجات نفسه وآخرين . 
فلو علم كل من الزوج والزوجة الدور الذي سيقوم به داخل مؤسسة الزواج لما نشبت المشاكل وازدادت الخلافات فلو علمت الزوجة دورها تجاه زوجها لوفرت على نفسها المتاعب والعناء فهو يريد منها دفئا واحتواء وأن تكون له (أماً) تقوم بواجباته لكن الأسر كثيرا ما تفرط في تدليل بناتها ما يجعلهن يقصرن في أداء أدوارهن كزوجات فكثيراً من الأزواج تكون شكواهم أن الزوجة لا تهتم به وأنها لاتعطيه الرعاية الكافية ما يشعره بالتجاهل ومن هنا تتولد بداخله مشاعر عدائية وتترجم تلك المشاعر على شكل سلوكيات عنيفة، وهكذا الرجل الذي يجهل دوره كزوج فلابد أن يدرك أنه بزواجه أصبح لزوجته (أباً وأخاً وكياناً) فهي تحتاج منه الأمان ولكن الشاب لا يفطن إلى ذلك فالرجال الذين يعتادون السهر مع أصدقائهم بصفة دائمة قد تكون يومياً ويجهلون أنهم بزواجهم لابد من تغيير ذلك السلوك وأن استمرارهم في ذلك يؤدي إلى غضب الزوجات ويجعلهن يشعرن بأنهن لا يمثلن لأزواجهن أي قيمة وتبدأ مرحلة النفور التي تتطور إلى أن يقفا -الزوج والزوجة- في طريق مسدود لا يجدان حلاً أمامهما سوى الطلاق الذي هو أبغض الحلال.
ومن هنا نجد أن فشل الأزواج الجدد ينصب في المقام الأول على عدم توعية الأهالي لأبنائهم وبناتهم بالدور الجديد الذي سيقومون به وتقصير هؤلاء الأهالي في غرس مبدأ المسؤولية داخل الأبناء فنداء إلى كل أسرة ادعموا أبناءكم بالنصيحة المفيدة قبل وقوع الكارثة فالزواج مهم لكن الأهم هو الاستمرار وعدم هدم البيت والأسرة.

أخبار ذات صله