يافع نيوز – العرب
تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء للصفع من قبل شاب أثناء زيارة إلى جنوب شرق فرنسا في ثاني محطات جولته في أرجاء البلاد، ما يعكس الاحتقان الشعبي الذي عزاه مراقبون إلى حزمة الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة التي انتهجها ماكرون منذ وصوله إلى الإليزيه.
وأظهر فيديو بثته وسائل الإعلام المحلية ماكرون وهو يقترب من حاجز لتحية شخص قام عوضا عن مصافحته بصفع الرئيس البالغ 43 عاما على وجهه.
وتدخّل حراس ماكرون الشخصيون سريعا وتم اعتقال شخصين إثر الحادثة، وفق ما أفاد به مسؤولون محليون.
وقالت سلطات المقاطعة الإقليمية في بيان إنّ “الشخص الذي حاول صفع الرئيس وشخصا آخر يخضعان للاستجواب راهنا على أيدي قوات الدرك”.
وتشكل الحادثة التي وقعت في قرية تاين إل هيرميتاج في إقليم دروم خرقا أمنيا خطيرا وتلقي بظلالها على جولة ماكرون الذي قال إنها تهدف إلى “جس نبض البلاد”.
وقالت سلطات المقاطعة “عاد الرئيس إلى سيارته بعد زيارة مدرسة ثانوية ثم غادرها بسبب مناداة الحضور عليه”، وتابعت “توجه للقائهم حيث وقعت الحادثة”.
والرئيس الفرنسي الذي تسجل شعبيته ارتفاعا بسيطا في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن، بحسب استطلاعات الرأي، لم يعلن بعد عن ترشيحه رسميا لولاية ثانية كما تنفي أوساطه أن يكون بدأ حملته الانتخابية.
لكنه يعتزم لقاء الناخبين وجها لوجه في حوالي عشر زيارات في يونيو ويوليو، بعد أكثر من عام على بدء جائحة كوفيد – 19.
وفي يوليو الفائت تعرض محتجون لماكرون ووجهوا له كلمات نابية فيما كان يتجول مع زوجته بريجيت برفقة حراسه الشخصيين في حديقة تويلوري بالقرب من متحف اللوفر في باريس.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس أمام البرلمان بعد الحادثة الأخيرة إنّ “السياسة لا يمكن إطلاقا أن تكون عنفا أو عدوانا لفظيا أو عدوانا جسديا”.
وقام ماكرون بعدة جولات مماثلة منذ فوزه بالانتخابات عام 2017 في مواجهة الأحزاب التقليدية اليمينية واليسارية التي تناوبت على حكم البلاد على مدى عقود.
ومنذ انتخابه في مايو 2017 رئيسا ثامنا للجمهورية الفرنسية شهدت فرنسا عدة أزمات اجتماعية واقتصادية. وبمجرد تسلمه الحكم وتطبيق إصلاحات تتعلق بالضرائب وقانون العمل ونظام التقاعد ارتسمت ملامح أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة، تكرست ببروز عفوي لحركة شعبية وهي حركة السترات الصفراء.
وبعد هذا ظهرت الأزمة الصحية إثر انتشار فايروس كورونا وتوقف الاقتصاد ثم تجلّت الأزمة الأمنية.