انتخابات محلية في فرنسا تختبر شعبية ماكرون
شارك الخبر

 

يافع نيوز- متابعات

قبل أقل من عام على الانتخابات الرئاسية، صوت الفرنسيون الأحد لاختيار أعضاء مجالس مناطقهم في دورة أولى من اقتراع شهد نسبة امتناع كبيرة بعد حملة غابت بشكل شبه كامل بسبب وباء كوفيد.

 

ويؤكد مراقبون أن نتائج الانتخابات المحلية التي يتوقع أن يحقق فيها اليمين المتطرف الفرنسي بقيادة مارين لوبان مكاسب، ستشكل اختبارا لشعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحزبه اليمين (الجمهورية إلى الأمام).

 

وتتنبأ استطلاعات الرأي باحتمال فوز اليمين المتطرف (حزب التجمع الوطني) بقيادة لوبان، بحوالي ربع الأصوات، واحتمال فوزه في منطقة واحدة أو عدة مناطق لأول مرة في جولة الإعادة، المقرر أن تجرى في 27 يونيو الجاري.

 

وخلال الانتخابات الأخيرة التي جرت في ديسمبر 2015، كان أداء حزب اليمين المتطرف جيدا وتقدم في الجولة الأولى، لكنه فشل في نهاية الأمر في الفوز بأي من المناطق.

 

وتشير استطلاعات الرأي الحالية إلى تقدم حزب التجمع الوطني في خمس من مناطق البر الرئيسي الـ13.

 

ويرى الخبير السياسي في جامعة السوربون بيار لوفيبور أنه “بقدر ما يزداد الامتناع عن التصويت، بنسب الأصوات التي تم التعبير عنها، تحقق العروض المتطرفة في الطيف السياسي مكاسب”.

 

وأضاف أن هذا الأمر ينطبق “خصوصا على الجبهة الوطنية بناخبيها المتحمسين جدا والمدفوعين بمواد انتخابية تركز على صورة لوبان قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية”.

 

وفي المقابل يقف حزب رئاسي فتي جدا لا مرشحين منتهية ولايتهم لديه، ويسار متفجر، دون قيادة منذ 2017 ويمين منقسم حول الموقف الذي يجب تبنيه حيال حزب التجمع الوطني.

 

وفي هذه الظروف، يسعى حزب التجمع الوطني فعليا إلى كسر الجبهة الجمهورية التي قطعت الطريق عليه في 2015. وللمرة الأولى، يمكن أن يقود مناطق عدة بفضل النظام النسبي الذي يمنح مكافأة تبلغ 25 في المئة من المقاعد إلى القائمة التي تحصل على أكبر عدد من الأصوات.

 

النتيجة سترسم معالم المرحلة المقبلة، خصوصا في ما يتعلق بمدى قوة لوبان إضافة إلى وضع حزب ماكرون الذي بات أضعف

ويرى برنار سانانيس رئيس معهد إيلابي أنه “ليس المهم التقدم على صعيد عدد الأصوات بل زيادة فرص فوز التجمع الوطني” بالمقارنة مع انتخابات 2015.

 

ولم يعد الحزب يلقى النفور الذي كان يواجهه من قبل في مشهد سياسي تهزه في الأشهر الأخيرة قضايا كبرى من العلمانية إلى الهجرة وغيرها. فـ51 في المئة من الفرنسيين باتوا يرون أن فوز حزب التجمع الوطني في المناطق لن يشكل “خطرا على الديمقراطية”.

 

وحذر أنطوان بريستيل مدير مرصد الرأي في مؤسسة جان جوريس من أن هذا الوضع يثير قلق الرئيس ماكرون حتى إذا لم يكن مرشحا رسميا لانتخابات 2022 وتليه من الآن منافسته في 2017 مباشرة، وحتى إذا كان عليه أن “يستخلص بدقة الدروس الوطنية والرئاسية الإقليمية” للاقتراع.

 

وفي 2015، تقاسم اليمين واليسار المناطق لكنهما أخفقا في التأهل للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد 15 شهرا.

 

وهذا العام، يُبدأ الاقتراع إلى جانب انتخابات المقاطعات، في نهاية حملة استثنائية جدا. فالإجراءات الصحية منعت التجمعات والتنقل بين المنازل، وتجول المرشحون في الأسواق لتوزيع منشورات لكن بكمامات تغطي وجوههم.

 

وشهدت لقاءات مع الناخبين بعض الحوادث في بلد تفاقم فيه التوتر الاجتماعي بسبب أشهر الأزمة الصحية. فقد ألقي طحين على ثلاث شخصيات سياسية على الأقل بينما تعرض رئيس الدولة نفسه لصفعة.

 

ويحذّر المحللون من محاولة استنباط الكثير من النتائج التي عادة ما تكون مدفوعة بحسابات محلية تحد من مدى إمكانية اعتبارها مؤشرات على المشهد السياسي الأوسع.

 

لكن مما لا شك فيه هو أن النتيجة سترسم معالم المرحلة المقبلة، خصوصا في ما يتعلّق بمدى قوة لوبان ومدى إمكانية انتخابها، إضافة إلى وضع حزب ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” الذي بات أضعف.

 

 

وسوم