fbpx
الانتخابات اليمنية والقضية الجنوبية !!

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

هذا اليوم سيتوافد الكثير من اليمنيين إلى صناديق الاقتراع لترشيح عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا لليمن لمدة عامين حسب بنود المبادرة الخليجية وبالتالي سيتم طي صفحة علي عبدالله صالح إلى الأبد أو إلى حين استعادة الأنفاس وترتيب الوضع الداخلي للأسرة إن أرادوا البقاء على المسرح السياسي وإما أن رضوا من الغنيمة بالإياب . فسيسيح الجميع في أنحاء المعمورة ويعيشون متنعمين مع أسرهم فلديهم من مدخرات السنين الماضية

ما يجعلهم في أعلى درجات الترف والنعيم طوال حياتهم

ولن ينغصهم سوى تأنيب الضمير إن وجد عندما يتذكرون الآف القتلى والجرحى الذين قضوا على أيديهم وأيدي بلاطجتهم سواء من كان منهم في العلن أو في الخفاء وسيلمسون حقيقة الفرق بين الدول التي سيختارون الإقامة فيها وبين البلد التي جعلوها في أدنى الدرجات عالميا في كل مجالات الحياة .

وللعودة إلى الفصل الأخير من المسرحية الخليجية أو المبادرة لا فرق يستغرب المرء من إضافة هذا الفصل العجيب ما سمي بيوم الاقتراع أو الانتخاب لمرشح وحيد فكيف يكون انتخابا دون منافس ؟ وثانيا أن واضعي المبادرة هم أنفسهم في أدنى الترتيب بالنسبة لهذه العملية حيث لا ديمقراطية لديهم ولا انتخابات وبالتالي فهم معذورون إن حصلت لديهم لخبطة في هذا البند و إلا كان من المفترض أن يتم ترشيح الرئيس التوافقي طالما كونه مرشحا وحيدا ولمدة محدودة من خلال مجلس النواب المجددة صلاحيته وفق الأهواء والمزاج للحاكم المخلوع وحزبه .

وطالما أننا نتحدث عن الأهواء والمزاج فقد صادف هذا البند هوى لدى الطرف الثاني في الأزمة السياسية اليمنية تمثلت في الرغبة بإسقاط شرعية علي صالح والتي هي مطعون فيها حسب تصريحاتهم هم طوال فترة الأزمة وبالتالي إضفاء شرعية لعهدهم الجديد وإن كان من خلال رئيس توافقي لمدة عامين تطوى خلالها فترات الماضي بكل أشكاله هذا أولا .

أما ثانيا وهو المهم فهو محاولة إضفاء ما يسمى بالشرعية الوحدوية من خلال شخص عبدربه هادي كونه ينتمي لمحافظة أبين الجنوبية على الرغم أن تصريحات اللواء علي محسن الأحمر بأن علي صالح قد مارس الاستعمار في الجنوب ولهذا لا نستغرب الهالة الإعلامية الموجهة نحو الجنوب تحديدا وهي مخالفة للواقع لمحاولة إعطاء انطباع أن أبناء الجنوب مع التغيير من خلال الساحات الإصلاحية القليلة العدد في بعض مدن الجنوب الرئيسية والتي هي في الحقيقة معروفة للقاصي والداني كيف يتم تجميعها

و ترتيبها للهدف الذي أقيمت من اجله وللأنشطة التي تنفذها ويتم التغاضي و بشكل ملفت للأغلبية الساحقة التي ترفض هذه الانتخابات شكلا ومضمونا حتى وإن كان المرشح جنوبيا ولهذا فإن إغفال هذا الأمر سيزيد من تأزم الموقف وتصعيد العداء تجاه ساحات التغيير الإصلاحية تحديدا المتبنين لهذه الحملة الانتخابية وأما شركاؤهم في المشترك فلا وجود لهم على الإطلاق في الساحات وقواعدهم في صفوف المعارضين للانتخابات . ولكنهم حاضرون في المكاسب الوزارية بمعنى أنهم داخلون في الربح خارجون من الخسارة ولهم في القسمة أوفر الحظ والنصيب إجادة بارعة بامتياز في اللعبة السياسية من خلال المهارة الفائقة في توزيع الأدوار وفق متطلبات العصر .

ولهذا كان من الأولى على صناع المبادرة الخليجية عدم إهمال القضية الجنوبية بهذا الشكل الذي أتت به . وان أهملت من غير قصد فكان من الأولى أيضا من الطرف الثاني في الأزمة السياسية اليمنية وشباب الثورة والقيادات العسكرية المنظمة للثورة أن لا ينتهجوا نفس سياسة علي صالح تجاه الجنوب وخاصة أنهم قد اعترفوا كما أسلفنا من خلال تصريحات متفاوتة بان سياسة علي صالح تجاه الجنوب سياسة استعمارية

وبالتالي فان فرض هذه الانتخابات بالقوة في الجنوب وتعبئة الصناديق ما هو إلا تزوير لإرادة الجماهير وتكريس لنفس السياسة السابقة ولهذا ينبغي على العقلاء من الطرفين الجلوس على طاولة الحوار برعاية خليجية طالما أن الخليجيين بحكم الجوار يهمهم أمر استقرار المنطقة

وذلك لإيجاد المخارج والحلول للقضية الجنوبية والتي بحلها ستحل كل مشاكل اليمن وستنعم المنطقة بالاستقرار.

خاتمة :

للشاعر احمد مطر

ليس منا هؤلاء .

هم على أكتافنا قاموا عقودا

دون عقد ..

وأقاموا عقد الدنيا بنا دون انتهاء .

وانحنينا كالمطايا تحت أثقال المطايا :

ولطول الانحناء

لم تعد أعيننا تذكر ما الشمس

ولا تعرف ما معنى السماء !

ونزحنا الذهب الأسود أعواما

ومازالت عيون الفقر تبكينا

لانا فقراء!

ذهب الموصوف في تذهيب دنياهم

وظل الوصف في حوزتنا

للجسم والروح رداء

 

* المقال نشر صباح اليوم في صحيفة ايلاف