fbpx
(جعفر يحضر في ذكرى استشهاده الاولى)

 

صباح اليوم الثلاثاء الموافق 6ديسمبر2016م لم يكن مجرد صباح اعتيادي ففي الوقت الذي تحمست فيه منذ يومين لاحياء ذكرى استشهاد طيب الذكر اللواء جعفر محمد سعد فانني بنفس الوقت كنت على مقربة وملامسة لعمل رائع ونشاط ايجابي خلاق لثلة من الشباب الرائعين يقودون منظمات مجتمع مدني ولديهم طاقات كامنة غاية في الابداع .
فكان هاجسي يراوح بين المشاركة في احياء الذكرى الاولى لاستشهاد طيب الذكر اللواء جعفر وبين المشاركةفي اعلان تدشين مبادرة بناء ابتداء من تعزيز الرعاية الصحية لتلاميذ مدارس العاصمة عدن في مدرسة الجلاء بمدينة خورمكسر.
وبين ملمح البكائيات والذكريات في فعالية احتواها ديوان محافظة عدن وبين (مبادرة بناء) التي اتخذت من طائر الفينيق شعارا لها الامر الذي جعلني استشعر روح الشهيد تنبعث معهم وفيهم ومنهم حتى تمازجت روحه الطيبة مع دلالات المبادرة من خلال شعارها الثوري البالغ الدلالة.
ذهبت باتجاه هذه الروح الطيبة ووجدت عدد المتطوعين من الاطباء ومساعدي الاطباء وممرضين يقومون بعملية الفحص الاكلينيكي للتلاميذ وسط ذهول وعدم تصديق للطاقم التربوي والتعليمي بان كل هذه الفحوصات والتوثيق النوعي لحالة كل تلميذ في استمارة خاصة تتم امامهم بينما هم يتسائلون عن الجهة الدولية التي تدير عمل كهذا وبهذا الحجم ولايعلمون ان الكثير من الطاقات الكامنة في مجتمعنا وبقليل من التنظيم والتخطيط تستطيع ان تحدث ثورة حقيقية في الوعي وفي الواقع الاجتماعي .
منظمات مبادرة بناء ليسوا جديدين على العمل الطوعي فقد كانوا جميعا من ابرز الناشطين في اطار مكتب التنسيق للمنظمات غير الحكومية والجمعيات الاهلية (sco) الذي نشأ اثناء التصدي للغزو المتجدد للشر القادم من الشمال وكان لها دور بارز حينها في تقديم الكثير من الخدمات النوعية في مجالات الاغاثة الايوائية والغذائية والطبية .
بعد ان استشعرت روح الشهيد جعفر حاضرة في هذا الصباح اوحت لي بالحركة في المحيط المجاور فاذا بي ارى مجموعة من طلاب ثانوية الفقيد د.محمد عبده غانم يقفزون من فوق السور بينما مجموعة اخرى بجانب الباب من الخارج وكانت مجاميع منهم على جانب الباب من الداخل فتحركت ايجابية روح الشهيد وجمعت الطلاب لاتفهم حركتهم غير اللائقة وبعد ان عرفت منطقهم دخلت لمقابلة ادارة المدرسة فوجدت بعد الدهشة الواضحة على وجوههم لاهتمامي وطرحي الموضوعي لكيفية استيعاب طاقات المراهقين وجدت تبريرات تحاول عبثا تغطية العجز الكبير في التأهيل والتدريب لادارات المدارس كما وجدت ان الطاقم التربوي ذاته في امس الحاجة الى اعادة التأهيل لاسيما في فترة مابعد الحرب .كما ان هناك مبررات موضوعية تتطلب تدخل ادارة التربية ووعدتهم بان اقدم لهم محاضرات توعوية وتأهيل نفسي لطلاب الثانوية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني .
وقبل الظهر بدقائق خرجت وانا احمل جملة من التصورات بمشاريع كثيرة تستهدف اعادة تأهيل وتهيئة للمجتمع بشكل عام من خلال جملة من التدابير التي من شأنها استعادة روح عدن الايجابية التي لاتعرف الهزيمة والانكسار تلك الروح التي صبغها الشهيد طيب الذكر باسلوبه المميز فصار احد ملامحها الفريدة.