fbpx
شبابنا ، أملنا

كتب : فاروق المفلحي

يقولون ان أكثر الدول في العالم، تزخر بنسبة الشباب بين سكانها هي اليمن- شماله وجنوبه – . فاذا تجولت في أسواق عدن وسيئو ن – كمثال – سترى ان الشباب يشكّلون الأغلبية الظاهرة والمهيمنة .
وفي الإحصاء السكاني في الوطن ، وليس فقط بمجرد جولات عابرة ، بل بأرقام إحصائية، فستجدهم يشكّلون 65% في المائة .من كتلة سكان عموم الوطن ، لكن للأسف فشباب -الجنوب – لا نراهم يتصدرون المشهد السياسي كما نراهم في الشمال . قلت هذا بعد ان قرأت مقالاً شدّني كاتبه وهو الصحفي الشاب المثقف . ياسر اليافعي . حيّاه الله صاحب ورئيس تحرير صحيفة يافع نيوز
.

وما كتبه هذا الصحفي الشاب أستوقفني، وبالتاكيد أستوقف الكثير . والموضوع جدير أن نتوقف عنده ونتمعَّن به، لأنه لامس قضية الوطن وتتمثل في تصدُّعات -الحراك- المُزمنة والغير مبررّة .وأنا اثق بل وأعتقد بالشباب وروحهم الوثّابة . وحماسهم المتَّقد ونقاء سرائرهم وطهارة كفهم من الفساد والاغراء وحب الذات والأانانيات
. صحيح أن تجربة الشباب في الحياة غضة وقصيرة ولكنها حاشدة وملهمة وقوية . شبابنا اليوم قويَ عودهم وتالقت مشاعرهم ووضح تعبيرهم ومنطقهم. والفضل في ذلك يُعزى الى الايام الصعبة التي عاشوها وهم يثورون ويناقشون ويعبّرون بالقول والحشود والعصيان والمظاهرات وبكل الفعاليات بل وطول أوقات القراءة الذي طال وأمتد ، حيث وكل الشباب يتابع عبر وسائل الاتصال ويرد ، فاكسبته هذه المتابعات والمحاورات الكثير من الزخم الفكري واللغوي والثقة والجسارة .

وأعود الى ما نوه به الصحفي – ياسر اليافعي- فقد كتب مقاله الذي نشره هذا اليوم في تاريخ 26 سبتمبر 2014م في صحيفة- يافع نيوز – الالكترونية ، واوضح فيها سبب تاخرنا وسبب نكوصنا وتقهقرنا ، وأشار الى أن الخلاف المرير المُضني والمستفحل بين كل من تياري الرئيس علي سالم البيض وزعيم الحراك السيد باعوم هو معرقل فاجع ومخيف لمسيرة الوطن
.

وأوضح ان مثل هذه الخلافات قد اصبحت كوابح تقهقر وتقهر المسيرة وتشتت الجهد وتضني الوطن وان مسيّرة – الحراك – يعتريها الوهن والتصدّع من جّراء هذا الخلاف الذي اثّرَ على قضيتا المصيرية وأوهنها بل ويكاد ان يزلزلها من مداميكها . ومن نافلة القول أن الخلاف يستعر ولم يهداء كما ان تشبيب الحراك محصور وحصري و شخصي وغير عقلاني بل وإستئثاري ، ونوه ان من يدفع بهم من الشباب لتشبيب الحراك وتصدره وتزعمه ، تنقصهم – الكرزما- والوعي القيادي والقدرة على الوصول والتواصل مع الجمهور والاعلام وهو سيد الموقف اليوم ، كما ان ثقافتهم السياسية ليست بتلك المكانة والعُمق بما يسمح لهم بتصدّر المشهد دوليا ومحليا
.

معه حق كل الحق . أنظروا الى أنصار الله وتمّثّلوا بهم ، ستلاحظون ان الشباب الذي يحشدونه انصار الله الى الواجهة والصدارة الاعلامية ، في قمة في الذكاء والكرزما والحضور الذهني والرصانة اللغوية وهم بشكل عام في مقتبل العمر ولقد تزعموا انصار الله الشباب واثبتوا اهم الرقم الصعب وانهم الملهمون والوقود الذي جعل آلتهم -العجيبة – تتحرك بسرعة فائقة نحو اهدافهم، فقطعوا الأشواط الماراثونية وتجاوزوها بزمن قياسي مدهش . وهاهم اليوم في الصدارة بل في المنبر والمركز مع زعيمهم الشاب السيد . عبد الملك بدر الدين الحوثي . قيادات شابة متحررة من اثقال الماضي وهمومه وفوادحة
.

واعود لاقول ان قضيتا قد تاهت وستتوه بشكل مخيف ، اذا ستمر الخلاف على -جلد الدب قبل صيده -. كما ان الايام لا تسمح البتة بهذا الترف والنزق والاستئثار والأنايات . فكل من يلوم- الحراك- يلومه ويعلل وهنه وتخبطه بهرم قاداته و بخلافاته وتعدد رموزه وتذبذبهم وإصراراتهم المؤذية ! في الراي وفي العمل ، بل وفي كل قضية من قضاياهم صغرت او كبرت . ان الاختلافات عادة تبقى وتنحصر في الفروع وفي فروع الفروع، وليس في الثوابت والاهداف المصيرية ، فقد نختلف في اختيار الطريق الأقصر او الطريق الآمن ولكن يجب ان لا نسمح لاختلافنا في أن يوقفنا ويعطل أو يعيق حركتنا ومسيرتا .فما نحن بصدده هو وطن وانسان ومستقبل ومصير وكيان.
أننا نسمع الكثير من يردد ويكرر اننا نحشد خلافاتنا رغم عدالة قضيتا ونبل مشروعنا ،وذلك ما ردده ويردده صراحة السيد جمال بنعمر مساعد الامين العام للامم المتحدة ، وما يردده ايضا سفراء الدول الكبرى والخليجية فضلا عن أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور الزياني . لقد حان الوقت بل حصحص ، للتفاهم مع بعضنا ونبذ خلافاتنا ، واعمال الحكمة و الديموقراطية لردم هذه الهوة السحيقة ؟ فالحراك قد اضّرته خلافات واضحة وظاهرة ومخيفة وغريبة وغير مبررة ولا تخفى على اي متابع محلي او أجنبي ، وما يمر به -الحراك- من خلاف مُضني ومُخيف بين فصيل الرئيس البيض ، وباعوم، قد سبّب في أحداث شروخا عميقة في نفسيات الشعب وأرّقه واضّناه هذا التصدع

.

وكم بهذه المعاول – معاول الخلافات- هُدتُ صروحنا – فذهبت ريحنا بل وكم جَرّت علينا هذه الخلافات من هوانات وملامات وحسرات وضعف . لقد وصمنا بالمراهقين والنزقين والترفيين بل والإستئثاريين !! فهل هذه صفات واخلاق الثوار والفُرسان والشجعان ؟ أن خلافاتنا تمس وطن ومصير ومستقبل شعب وحياة ، وليست خلافات هامشية وعابرة ومؤقته ، وعلى انه يمكن ان تُبرر خلافات بعد تحقيق الهدف وانجاز المهمه العظيمة ! ولكن ان تفتك بنا الخلافات ونحن في خضم المأساة، تلوكنا ونلوكها وتشدنا بأثقالها الى قرارات واعماق سحيقة في بحر تتربص بنا فيه آلاف من أسماك القرش واختبوطاتها وقراصنتها ، وهذا لعمري هو الهوان والذل والشطط بل انه الجنون والأنتحار بعينه .
……………. تابى العصي اذا اجتمعا تكَسرا **واذا إفترقنا تكسرتْ أحادا …………………..

آخر الكلام:

لقد طال دربي
وأثقلني السير بين الوهادْ
فلا الشمسُ نحو إستدارتْ
ولا أسمعتنا صهيل الجِيادْ

ولا الليل اشّرَ لي بالصباحْ
أوناوش وحدي سرب الرياحْ
تنَغَصَّ عِيشي
وَهِمتُ طَويلاً
بتلكَ البطاحْ

وأسال أين رفاق الطريقْ؟
ويا ويلتي!
يلزمون الوثارة
ويستلهمون التَلَّهِي
ونحن هنا في المهالكِ
بين السباعِ وبين الضَياعِ
وبين الحريقْ