fbpx
دعوة للجادين فقط

دعوة للجادين فقط

عبدالجليل مهيوب الفقيه

تشكل مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية وفي اعتقادي بأنها خطوة جبارة تعكس مدى الوعي والحرص  الذي وصل اليه القائمون على هذا المجلس  وهو غير متنكر لباقي القوى المنضوية في الحراك الجنوبي لكنه ركيزة جنوبية ومرجعية أساسية ومكون رئيس يجب الالتفاف حوله .

وقد اتى هذا المجلس استجابة للنداءات المتكررة  والتي دعت الى تنسيق الجهود الثورية  في الجنوب .

وقد اعرب هذا المجلس عن أهدافه  وهو العمل مع القوى الوطنية لتحقيق أهداف ثورة الشباب وحل قضية الجنوب حلا عادلا يلبي تطلعات أبناء الجنوب وإجراء مصالحة حقيقية بين الجنوبيين تتجاوز كل المنعطفات التاريخية التي مرت بها الحركة الثورية الجنوبية  ولم يغفل الامن والاستقرار بل جعلها في سلم الاولويات  وأنه سوف يرسي ثقافة الحوار والتعايش والقبول بالآخر  وسيعمل على ايجاد نهضة تنموية شاملة ومستدامة  في الجنوب  .

فإذا كانت هذه هي أهداف المجلس – وأنا أقول بأن رأس الأهداف  هو حل القضية الجنوبية  حلا عادلا –  فهناك طريق واحد لحلها وهو الدعوة لعقد مؤتمر جنوبي جنوبي  ينخرط فيه كل الأطياف الجنوبية  على اختلاف مشاربهم  ومذاهبهم  دون إقصاء لأحد – مهما صغر حجمه  وقلت شعبيته – والخروج برؤية موحدة  حول كيفية حل  القضية والذهاب الى الحوار الوطني  .

و لن يتأتى هذا الأمر  إلا ببذل جهود  جبارة  لإقناع بعض الأطراف  بأهمية ذلك وكذا  تغليب مصلحة الجنوب على المصالح  الشخصية والحزبية  والجهوية والسلالية والمناطقية  و نبذ لغة التخوين  والقاء التهم جزافا .

كما أن عليهم العمل  على ايجاد حامل سياسي للقضية الجنوبية –  يتفق عليه الجميع – ليبرزها  أمام المحافل الدولية والمؤتمرات العالمية .

وكل ما ذكرت آنفا  يتوجب على العاملين لأجله إجراء مصالحة جنوبية  اعتبار من عام 67م  وليس ما يذهب اليه البعض من أن المصالحة  هي بين رفاق حرب  86م  .

إن اللاءات  التي كان يتغنى به الحراك  الجنوبي ليست  مقبولة الآن  فكلمة لا يعنينا ليس لها محل  عند أرباب الحلول 

مالم فإنه يكون قد خدع نفسه بها وخدع جماهيره  إذ كيف يتصور الجمهور أن  كل شيء لا يعنيه  فلا الحوار يعنيه والا عقد مؤتمر  يضم الاطياف يعنيه  فما الذي يعنيه  إذا ؟

سأكون ممتنا لأولئك المخلصين في حل القضية الجنوبية  حلا عادل يرتضيه كل  أبنا الجنوب  .

أما التقوقع حول فصيل معين وتنبي المنهج الفرعوني  ما اريكم الا ما أرى  فإنه كارثة  بكل ما تحمله الكلمة من معاني وأبعاد  وغير مقبول  في زمن اصبح فيه احترام الرأي والرأي الآخر مبدأ لا يقبل المساومة  .

إن الجنوب ملك للجنوبيين وأن حل قضيته يشترك فيه كل جنوبي مخلص لقضيته مؤمن بالتعدد والتنوع  والحرية والمساواة  ومؤمن بالحوار كشرط أساسي في كل حل ومتقبل للرأي المخالف  مهما بلغت درجته .

نتمنى أن نرى مؤتمر  حوار جنوبي جنوبي والخروج بمثاق شرف يحفظ للجميع الحرية والتنوع .