fbpx
عدن!! علي سالم بن يحيى

عدن!!  علي سالم بن يحيى

تبدو عدن..هذه الأيام غير الأيام كافة! موجة حر شديدة تلسع الأجساد وتلفح الوجوه، وانقطاع مميت للتيار الكهربائي على مدار ساعات اليوم، دون رحمة ولا رأفة، كهرباء عاجزة تقف لتفضح كل من أوهمونا بالدولة الموعودة طوال عقدين من الزمن، دولة النهب والفيد والاحتلال!

عدن أيقونة المكان، والثغر الباسم، بلا كهرباء، عويل وأنات ولعنات يمنة ويسرة..لا تجدي نفعاً في أجساد ميتة. النظام البائد ذهب وترك خلفه فضائحه التي ستطارده إينما رحل وارتحل، ماذا قدمتم لعدن؟! عدن أعطتكم البر والبحر والجبل والثروة، وانتم وليتم الأدبار نحو صنعاء وأخواتها!.لم يكتفوا بهذا، بل لازالوا يتوعدون لإذاقتها المر والعلقم وعودتها إلى العصور القديمة، أو كما قال احدهم :”سأعيد عدن إلى قرية”!.

عدن اليوم..تبدو غريبة…ليست المدينة الهادئة الوادعة الحاضنة للعشق والحب، عدن واحة خصبة للبلطجة، وميدان لاستعراض عضلات الخارجين عن القانون، واستراحة لمن يجيدون العفن وتكدير صفو حياة العامة، وتصدير أمراضهم إلى الناس.عدن…تحولت إلى ساحة صراعات بين فرقاء العمل السياسي، وهاهي المدينة الهادئة تعود لها دورات الدم- بطريقة أقل حدة- بين أنصار الحراك الجنوبي، وعناصر حزب الإصلاح، نتجت عنه خلافات عميقة وأحقاد وضحايا ودماء، مرشحة للصعود وفق ما يريده المخرج القاعد هناك على (قطيفة) ارحل!.

أتمنى على قادة الحراك الجنوبي وعقلاء الجنوب التدخل لوضع حد للمأزومين، وإيقاف تهورهم، كي لا يقضوا على ما تبقى من سمعة لحراك كان جميل يضرب به المثل في السلم والنظام والقانون، بعيداً عن العصبيات، والأهواء والإقصاء.هناك (طرف خفي) يلعب على أوتار الحراك، ويمضي باسمه، وهو من يطعنه حد القتل، وهناك من يسعى لقتل الحراك وهو معلوم للجميع، فلماذا يتم السماح لهم بتمثيله والتمثيل به؟!.

 

لا ألقي اللوم هنا على الحراكيين وحدهم، لأن طرف الإصلاح هو لاعب رئيس في احتلال الجنوب، ويحاول طمس قضيته، بعد جلوسه على أريكة الحكم المركزية، فله المصلحة العليا في انحراف الحراك عن مساره، ودخوله من بوابة العنف، كي يجلس –كعادته- للمزايدة والتنكيل!

 

ومن سوء حظ عدن المدينة الهادئة إنها الحاضنة لأتون الصراع وعلى مديرياتها تجري المناوشات والمطاردات والصراعات المفضية للعنف والقتل، وكأن مصائبها لا تأتي فرادى فهي من كل حدب وصوب، بلطجة، انفلات امني غير مسبوق، مخدرات، صراعات، حرارة حارقة، كهرباء مميتة، وفي الأفق تبدو أزمة مياه قادمة.

 

أبناء عدن..يدركون حجم الخطر الملتف حول عنقها، وهم وحدهم من يستطيعون صد عدوان الأشرار الذين جبلوا على تصدير الهم والأرق لها، هم وحدهم فقط المعنيون بمدينتهم وعليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه مدينة أعطتهم كل شيء!.