fbpx
اللقاء الجنوبي بالرئيس هادي بين البطولة والخيانة

 

لقد أثار لقاء الأخ العميد ناصر النوبة – رئيس مجلس المتقاعدين العسكريين – والشيخ عبدالعزيز المفلحي – إحد قيادات الحراك في الخارج – الذي تم في صنعاء مع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي الكثير، من ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض ومتشدد, والمعارضين أكثر، ومعارضي اللقاء بالرئيس هادي يطرحون أسبابًا عدة، منها الهدف من اللقاء، وعدم تنسيق بعض ممن التقوا بالرئيس مع مكوناتهم الجنوبية، والخوف من استدعاء أفراد للتعامل معهم بعيدًا عن العمل الجماعي لأن العمل الجماعي يكون مبني على رؤية قوية, وهناك من نظر للقاء على أنه أمر عادي فهو لقاء برئيس ينتمي للجنوب، وهو يصب في صالح التقارب بين هادي والقوى الجنوبية التي قاطعت مؤتمر الحوار بصنعاء، ويمثّل اعترافًا بقوى الحراك، وليس فيه عيب طالما كان الهدف منه خدمة القضية الجنوبية وليس البحث عن مكاسب شخصية على حساب الجنوب, ومن حق أي قيادي اللقاء بالرئيس هادي بصفته الشخصية كما حدث وأن التقى الرئيس حيدر العطاس بالرئيس هادي في الكويت ومكة المكرمة, وهذا الرأي هو الأسلم،

المهم أن لا يكون مجرد لقاء للاستهلاك الإعلامي، بل لقاء من أجل بحث جوانب الخلاف مع نتائج مؤتمر صنعاء المدعوم دوليًّا.. والرأي الآخر المتشدد القائل بأن اللقاء بالرئيس خيانة لدماء الشهداء وقضية الجنوب، وهو رأي لم ينظر إلى الهدف من اللقاء، هل هو من أجل التنازل عن تضحيات الجنوبيين وقضيتهم العادلة؟، أم من أجل بحث سبل الوصول لتحقيق تلك التطلعات بأقل الخسائر؟..

أقول مع احترامي للجميع وتقديري للخلاف في وجهات النظر ينبغي علينا أن نتعلم من الماضي، و لا نستعجل بإصدار الأحكام والتهم بالخيانة لأن تلك مصيبة كبيرة وكارثة دفع ثمنها الجنوب، وما زلنا نعاني من انعكاساتها حتى اليوم, ولذلك لا تستعجلوا في الحكم على من التقوا أو سيلتقون بالرئيس أو بأية جهة كانت حتى تسمعوا منهم الأسباب التي دفعتهم للقاء، والنتائج التي تحققت من لقائهم, كما أن على من التقوا أو سيلتقون بالرئيس هادي أن يجعلوا همهم العمل الجماعي، ولا ينخدعوا بأي اتفاقات لا يتم الالتزام بها، فنحن نثق بالرئيس هادي، وبأنه صادق، لكننا نرى أن الآلية الحالية للتعامل مع الجنوب لا تخرج بغير الحماس المعتاد أثناء اللقاء، وينتهي مفعولها ونتائجها بعد أيام، وهي آلية تجعل الكثير يتخوفون منها طالما لم يتم تبنّي معالجات لنقاط الخلاف وتصحيح الأخطاء التي تضمنتها وثيقة صنعاء، وهي ثغرات كبيرة وإعادة النظر بالإجراءات المتخذة لإدارة المرحلة الانتقالية, وكما قال أحد المالكين الذين عادوا لصنعاء في بداية عام 70م، قال: لقد ملأوا لنا صنعاء بالوعود وزينوها بالعزائم والورود، لكنها سرعان ما تلاشت مع الوعود بعد أسابيع من عودتنا فعدنا كما كنا للرقود.. أي ما عاد أحد اتصل بهم، وكلما اتصلوا قالوا لهم الرئيس مشغول, بينما عند عودتهم وأثناء اللقاء كانت الأمور سمن على عسل, لذالك نحن نتمنى أن يكون اللقاء بالأخ الرئيس هادي مبنيًّا على المصداقية والتنفيذ لما يتم الاتفاق عليه ومبنيًّا على العمل الجماعي الذي يخدم الحوار النهائي لحل قضية الجنوب، فبدون الحوار النهائي لن يتحقق استقرار، ولن تكون هناك آلية دائمة تتعامل مع الجنوب على أساس من الوفاء وعدم فقدان الثقة المنزوعة أصلا منذ 94 ووضع الحلول لنقاط الخلاف بشأن وثيقة الحوار بصنعاء.

لذالك أقول: إن البطولة ليست مبنية على رفض اللقاء بالرئيس؛ لأن اللقاء لا بد أن يتم اليوم أو غدًا مع الرئيس هادي أو مع الرئيس القادم، حتى نصل لحل نهائي لقضية الجنوب، ولا اللقاء بالرئيس خيانة، بل لا بد من معرفة النتائج قبل إصدار الأحكام, فنحن في الجنوب الأغلبية الساحقة قاطعنا مؤتمر الحوار، ولسنا ملزمين بنتائجه لعدم مشاركتنا فيه، لكننا ينبغي أن لا نرفض اللقاء بالرئيس ما دام مبنيًّا على أسس تخدم الجنوب بحكم الدعم الدولي لهادي، وحتى لا نقع ضحية لاتفاقات أحزاب السلطة بحكم رفع بعضنا لشعار لا يعنينا ما يجري بصنعاء.. فنردد لا تعنينا صنعاء، والجماعة يشتغلوا ليل نهار، وسيمررون مشاريعهم، ونحن لا..لا..لا.. كما فعل أشقاؤنا في فلسطين قبل خمسين عامًا, ومن حقنا رفض الأخطاء التي ستضر بالجنوب ودراسة الإيجابيات التي تتناسب مع تطلعات شعب الجنوب.. والله من وراء القصد..