fbpx
إعلان عدن..في الطريق الصحيح نحو الهدف!!

علي صالح الخلاقي:
جاء إعلان عدن التاريخي صباح اليوم 4 ابريل 2017م متزناً، وبعيداً عن التهور السياسي أو الاندفاع العاطفي..وَوَضَع الأسس الصحيحة لتشكيل وإعلان قيادة سياسية جنوبية، طال انتظارها، تتولى تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته في وطن جنوبي يتسع لكل أبنائه على قاعدة التوافق والشراكة الجنوبية، وعلى قاعدة تمتين وتعميق الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الممهورة بالدماء والتضحيات المستمرة وصولاً إلى تحقيق الأهداف المشتركة للتحالف العربي لصد خطر المد الإيراني التوسعي ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة، وكذا حق شعب الجنوب في استعادة سيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة.
لقد أثبت الجنوبيون في أحلك الظروف التي عصفت بمنطقتنا أنهم حلفاء مخلصين للأشقاء ويقفون سوية في نفس المعركة الواحدة التي تقدموا صفوفها، بعيداً عن الضبابية أو ازدواجية الولاء، دون تفريط بحقوقهم المشروعة التي وضعوا في الأولوية عليها مهمة الخلاص من خطر المد الإيراني الذي مثلته مليشيات الحوثيين، فكانوا شركاء أوفياء للتحالف العربي ولشرعيه هادي التي انتصرت بهم ووجدت الحضن الآمن والدافئ لها بين صفوفهم، ومن حقهم الجنوبيين اليوم أن لا يدعوا حقوقهم المكتسبة تُسحب أو تُنتزع من ايديهم، على حين غرة، لصالح قوى الضغط من رموز نظام المخلوع المتشرعنين لغرض في نفس يعقوب.
فلا يخفي على المتابع الحصيف- كما بينت تطورات الأحداث الأخيرة المتسارعة- أن قوى النفوذ، المؤتمرية والإخوانية، في شرعية الرئيس هادي، هي من ضغطت عليه في قراراته الأخيرة غير المدروسة، خاصة وأنه لم يعجبها العجب من ذلك التقارب الذي ظهر منذ البدء بين الرئيس هادي والسلطة المحلية في عدن القادمة من المتارس والخنادق، فعمل “أبطال الفنادق” على تحقيق هدف وضعوه نصب أعينهم وهو إزاحة رموز المقاومة بالتدريج، من خلال إفشال عملهم وإظهارهم بمظهر العاجز عن فعل شيء أمام الشعب وكأنهم غير جديرين بمواقعهم فيخلو لتلك القوى الجو لقطف ثمار النصر أولاً في عدن كمرحلة أولى ثم في بقية المناطق الجنوبية، ولا شك أن هدفهم القادم كان حضرموت، والغريب أن قوى النفوذ تلك هي عنوان للفشل والإخفاق في مهامها الرئيسية ، فقد أظهرت عجزها عن تحقيق أي انتصار في جبهة صنعاء، التي أدارت لها ظهرها بقصد أو بدونه واكتفت بابتزاز التحالف بالأموال والعتاد دون أن تحقق أي انجاز يُحسب لها، فيما يممت أنظارها صوب تعطيل الأوضاع وخلط الأوراق في مناطق الجنوب، وخاصة عاصمته عدن، وكأن انتزاعها من يد أبنائها ورموز مقاومتها أولوية في أجندتها قبل تحرير صنعاء التي طال السفر إليها، ويبدو أنهم غير جادين في تحريك الجبهات والقتال على تخومها، وربما يسعون إلى تسوية أو تفاهمات ينسجون خيوطها سراً مع عفاش والحوثيين، ومن غير المستبعد أن يكررون بذلك ما فعله المخلوع مع الحوثيين بعد مسرحية حروبهم الستة، وهو أمر ليس بغريب على رموز نفس المدرسة “العفاشية” المَجبُولين على اللهث وراء إمام الذهب والإخلاص لإمام المذهب كما تجلى في مختلف المراحل السابقة..
ولا شك أن تلك القوى المتنفذة قد شعرت بنشوة النصر حينما أصدر الرئيس قراراته الأخيرة المثيرة للجدل، وظهرت المواقف المرحبة بها على نطاق واسع شمالاً ، وعلى العكس من ذلك جنوباً، خاصة وأن توقيتها تزامن في ذكرى يوم مشئوم بالنسبة للجنوبيين. ولم تكن تلك القوى تدرك أنها ستصاب بخيبة أمل كبرى، فقد جاءت الحشود الجماهيرية من كل محافظات الجنوب إلى ساحة الحرية في عدن تبارك وتؤيد”إعلان عدن التاريخي” فبددت بذلك أوهام تلك القوى،وأثبتت أن قضية شعبنا ومقاومته الباسلة قضية وطن وهوية..ويجب على تلك القوى أن تدرك أن شعبنا الجنوبي لا يمكن له بعد سيول الدماء وقوافل الشهداء والجرحى خلال سنوات الجمر والنضال أن يقايض حقوقه المستحقة بمنصب “شرعي” مهما كان حجمه أو وزنه يعيده في نهاية المطاف إلى أحضان “باب اليمن” أو تحت أمرة ونفوذ دعاة (الحق الإلهي المقدس) من ورثة الإمامة وموزهم المتشرعنة زيفاً..فلم ولن يقبل بهم الجنوب كما لم يقبل بأسلافهم من قبل، وانتهى حلمهم إلى الأبد.. وأن جنوب اليوم، ليس جنوب الأمس، وأنه شعب الجنوب العربي صاحب إرادة وثبات على أرضه ولن يفرط بحقه المشروع.. وهذا ما قالته عدن في إعلانها التاريخي.

عدن
4مايو2017م