fbpx
المرح والطرافة في أشعار يحيى محمد الفردي

#علي_صالح_الخلاقي:

رغم قصائد الشاعر يحيى محمد علوي الفردي ومواقفه الجادة المشبعة بالهموم والشجون وبالمثل الإنسانية النبيلة التي تحاكي الوجدان والضمير، فإننا نجد في أشعاره موضوعات متنوعة عاطفية واجتماعية ومدح ورثاء ..الخ.. فشاعرنا يمتلك روحاً مرحة لمن يعرفه أو يجالسه وقد عبر عنها في بعض الأشعار الظريفة التي يروح بها عن النفس تجاه بعض المواقف التي مر بها في بعض محطات حياته.
ومنها تلك الأبيات التي قالها حينما كان حينها يتناول القات، وكان مثله مثل غيره ينتظر في سوق بني بكر الذي وصل إليه من مسقط رأسه الفردة لشراء وريقات القات من النوعية التي اعتاد عليها وتتناسب مع ظروفه المادية الصعبة، وحينما تأخر تاجر القات (عطش) رآه بائع القات بنوعيته الجيدة صالح علي دعّل، وسأله ماذا تنتظر يا عم يحي، وعلى الفور ارتجل الشاعر الأبيات التالية يخاطب فيها صالح علي دعل، يقول:

يا (صالح) الوقت قاسي واختلط وارتبش
رَعْنِي هنا منتظر للقات لي من غَبَشْ

تقول كِنَّه مُخصَّص من بلاد الحَبَشْ
وهُوْ مُدَحْبَشْ كما شُفتُوه راوَهْ عَشَشْ

وارد جماعه من الخُبْرَهْ ووارد (عَطَشْ)
من عالم الجان من حَصَّل غريمه لَطَشْ

وأنا تراني قليل الجهد قَلّ النَّطَشْ
ماشي معي جهد كُنت أَبْطُشْ مع من بَطَشْ

ماهل بغينا نخَزِّنْ وا يِرُوح الطَّفش
طَفَشْ من الوقت والأزمه كَلِتْنَا الهِرَشْ

رَعْ السَّرَق شلَّوا العَصْرَهْ وهي بالمنش
منين با حَصِّل أُمِّي ذي لقصها الحنش

وبعد سماع هذه الأبيات أهداه الأخ (صالح علي دعل) حزمة من أفضل أنواع القات مجاناً، لأنه ممن يجل ويقدر شاعرنا.. وقد توقف الشاعر بعد ذلك عن تناول القات منذ قرابة عقدين..

سيارة القاضي
———
ومن المواقف الطريفة التي وصفها شعراً، أنه كان ذات يوم يركب سيارة أجرة مع عدد آخر من الركاب من أبناء قريته الفردة تقلهم من بني بكر عاصمة مديرية الحد- يافع إلى قريتهم “الفردة”، بعد تسوقهم، وفي الطريق كادت السيارة المتهالكة أن تصدم فتاة تسوق حمارها على جانب الطريق ، فأبدعت قريحة الشاعر هذه الأبيات الطريفة والفكاهية لسيارة (القاضي) المتهالكة فقال فيها:
تقول سيارة القاضي حذارك حذار

يا ذي على جانب الرَّصده بتخْطُم حمار

ما قَبْتَرَاها من القُدَّام تقرَع شرار( )
ذي ما يصدِّق يشُوف الباب ذي باليسار

ماهل مربَّط بشِتْرِهْ يا لها من عَوَار
يا سائق الجَيْب، هذا جَيْبْ والاَّ قِطَار

بسْمَعْ حَنينه مثيل المَيْج ذي بالمطار
يا الله صلاحك لعا يفرش جناحه وطار

يوم السِّرَاجات طافي لا تغامر غمار

اجْزِعْ لك الليل راحه والسفر بالنهار

وكما علمت فإن مالك السيارة (القاضي) بعد سماع تلك الأبيات قرر استبدالها واشترى سيارة أخرى جديدة..

القَطع والاَّ الصبوح
——–
وفي عام 2011م قرّر الطبيب الجراح د.ناصر سالم البارق اجراء عملية هزر للشاعر يحيى الفردي وطلب منه الحضور صائماً صباح اليوم التالي، فجاء الشاعر في موعده صائماً وظن أن العملية ستكون فور وصوله في الصباح مباشرة، ويبدو أنه شعر بالجوع يدغدغ معدته وأتعبه الانتظار، فسأل الدكتور متى ستكون العملية؟. فقال له: الظهر با نعملها لك. فقال: أنا صائم يا دكتور، وطلب منه الدكتور الصبر.. ثم نظم الأبيات الطريفة التالية في الحال:
حدّد لي القطع يا دكتور والا الصّبوح

إن جا القدر وان جت العافيه أنا بُوصُلوح

قدني معوَّد على القطَّاع كم بي ذبُوح

يا كَم مآسي بوقتي، كم بجرحي جروح

كم هي شواتر بجسمي من رُماة الكِبُوح

قد كُنت حارس على وادي وعاده فقوح( )

وجا على بخت ذي صادف نهار النَّجُوح

يا ذَري سالم حماك الله سا لك سِنُوح

با يحفظك ذي حفظ قوم السفينه ونوح

وكل عامل بذا المرفق مجاهد نصوح

قد بتعبرهم عيالي رُوح من شق رُوح

عليهم المسك من فوق المفارق يفُوح( )

وهذه نماذج ليس إلا من شعره الطريف، متعه الله بالصحة والعافية.