fbpx
هل من مُذَكِر؟!

حسن اليافعي

في عام 2011 م سُلِمت أبين لقاعدة نظام الاحتلال اليمني لتظل رهينة في يدهم خوفاً من استغلال الجنوبيين للفوضى العارمة والانفلات الأمني الذي ساد البلاد كلها نتيجة لما أطلقوا عليها ثورة الشباب. وظلت هكذا حتى الوقت الذي تسنى لهم فيه حلوا مشاكلهم، وذلك بإعادة تقسيم الأرض والثروة والسلطة فيما بينهم، أزالوا ذلك اللغم الذي وضعوه في
خاصرة الجنوب ليفجر أي محاولة لإعلان الإنفصال.

في تلك الأثناء أيضاً كان الجنوبيون الذين تنبهوا للخطر المحدق بمستقبل بلادهم وقضيتهم جراء تسليم تلك العصابات المتسترة بالدين بعض المدن الجنوبية قد بدأوا في مدينة لودر في تنظيم أنفسهم لخوض معركة مسلحة كانت، للأسف، ضد بعض أبنائهم بهدف تخليص مدينتهم وتحريرها من تلك العصابات.

شارك في تلك المعركة غالبية أبناء لودر ، ومن مختلف الفئات العمرية، ومن مختلف الانتماءات الحزبية والدينية الذين اتفقوا جميعاً على هدف واحد هو الخلاص من قاعدة النظام المتسترة بفكر ديني متطرف، غريب على أهل المدينة وعموم الجنوبيين.

وبالفعل تمكن أبناء المدينة من كسب المعركة ودحر عناصر القاعدة إلى خارج المدينة بعد أن استولوا على المرتفعات الاستراتيجية، ومن ضمنها مرتفع يسوف، الذي يشرف على المدينة بعد أن كان بيد عناصر القاعدة.

بدأ أبناء لودر المعركة بأسلحتهم الشخصية، ثم بعد ذلك جاءهم الدعم من الرئيس التوافقي، حينها. ولم يقصر أبناء الجنوب في دعمهم لصمود أبناء لودر فقد خرجت من بعض المدن في الجنوب مساعدات إغاثية ودوائية.

لقد أبت قيادة مجلس الحراك في الحوطة إلا أن تشارك في دعم الأبطال في لودر رغم التهديدات العديدة التي تلقتها اللجنة المشرفة على الحملة من جهات غير معروفة ومن مخافظات عدة، والتي كانت تهدف إلى إجبار اللجنة على التخلي عن ذلك العمل.

ولقد رافق السيارة التي حملت تلك الإغاثة والدعم الدوائي (المتواضعين) شباب من أبناء الحوطة، هم: علاء فرتوت، أنيس العجيلي، إيهاب منصور، عبد الكافي شفي، والشهيد خالد الشلن، كما رافقهم من قرية العند المناضل عبدوه الهيج. وقد كان خوفنا أن ينفذ المهددون تهديدهم لنا أثناء الرحلة إلى لودر، في الطريق الصعبة والطويلة والمحفوفة بالمخاطر، حينها.

اليوم نسمع بعودة القاعدة، أو هي في طريقها للعودة، إلى لودر وانسحابات للحزام الأمني المرابط فيها وتفجيرات وقتل لبعض عناصره وقياداته. وفي ذات الوقت نسمع عن بطولات وتقدم المقاومة والجيش الجنوبي في الشريط الساحلي للجمهورية العربية اليمنية.

لا أدري كيف أحلل الأمر! ما حقيقة ما يحدث؟ وما علاقة ما حدث في الماضي بما يحدث اليوم؟!! ولهذا أتر ك من يقرأ رسالتي هذه يفكر ويحلل الأمر بالطريقة التي يراها مناسبة ليصل إلى النتيجة التي ترضيه وتقنعه.