fbpx
كوت المصور

أحياناً، وفي مناسبات معينة، تلصق في أذهاننا كلما ت قالها أشخاص عابرون في حياتنا.

تظل تلك الكلمات في عمق ذواكرنا (أو ذاكراتنا) مختفية، في حالة كمون، حتى تأتي حادثة أخرى مشابهة لتلك التي قيلت فيها تلك الكلمات، أو نقابل أشخاصاً في حياتنا تنطبق عليهم تلك الكلمات.

في النصف الثاني من ثمانينات القرن المنصرم، وفي حديث توجه به إلينا، نحن  المشاركين في الدورة الحزبية العسكرية، أحد القادة، في محور العند، حينها، وصف فيه أحد المسؤولين في مكتب المحافظ بأنه (كوت مصور).

لقد أعجبني التشبيه لذلك الرجل بالكوت الذي كنا نراه معلقاً في غرفة التصوير. يرتديه بعض الناس عندما يريدون  التقاط صورٍ حديثة وعصرية لهم

ما قصده ذلك القائد من وصفه الرجل على النحو الذي أشرنا إليه هو أنه(الرجل) ليست له مواقف، يهمه أداء عمله، ولا يهتم بمع من يعمل. ولذلك كان محط ثقة كل المحافظين الذين مروا على المحافظة

لقد افترضت حسن نية القائل أو المُشبِه تجاه من وصفه أو بمن شبهه. لكن الوصف ذاته  يمكن أن يكون سلبياً، فنحن نرى اليوم أكواتاً، وليس كوتاً واحداً تتغير وتتبدل مع كل رئيس جديد، بحسب المصلحة.

ذلك التشبيه حصل قبل أكثر من الثمانية والعشرين  عاماً. تُرى، هل انتهى زمان أكوات المصورين أم أنها ما تزال قيد الاستخدام؟؟