الصراع على البيت الأبيض 2016: ذكاء هيلارى وطموح بوش
شارك الخبر

يافع نيوز – الاهرام اليومي :

رغم أن الوقت لا يزال مبكرا جدا على انطلاق ماراثون الرئاسة الأمريكية لاقتناص لقب رئيس أكبر دولة فى العالم، فإن ما أظهرته استطلاعات الرأى حول الرئاسة الأمريكية عام 2016، بتقدم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون، وإعلان جيب بوش الأخ الأصغر للرئيس السابق جورج بوش تفكيره جديا فى خوض غمار المنافسة، كل هذا جعل الصراع والمعارك تنطلق مبكرا بين أقدم غريمين، وهما الحزب الديمقراطى والجمهوري، لتبدأ حرب سياسية خلف الكواليس ربما ستكون الأكثر شراسة بين الخصمين السياسيين فى الولايات المتحدة.
ورغم أن أحدا منهما لم يعلن رسميا حتى الآن موقفه النهائى من الترشح، فإن التكهنات انطلقت مبكرا، فقد جاء استطلاع للرأى نشرت نتائجه مؤخرا وكالة “فرانس برس” أنه فى حال ترشح هيلارى كلينتون للرئاسة فإنها ستحصل على 42% من الأصوات، فى حين يرى بعض المحللين أن فرص جيب بوش ضئيلة فى هذه المعركة؟
“اركضى هيلارى”
فالحذاء الذى ألقى فى وجهها عندما كانت تلقى إحدى المحاضرات لا يعكس حقيقة أن هيلارى كلينتون (69 عاما) تحظى بشعبية متزايدة فى الوسط الأمريكى لعدة اعتبارات، أهمها تجربتها السياسية فى وزارة الخارجية التى أظهرت للأمريكيين عن شخصيتها القوية والتى سعت إلى الحفاظ على المصالح الأمريكية فى كل أنحاء العالم، ورغم تلك الشعبية الكبيرة فإن هيلارى التى درست القانون فى جامعة “يال” أعلنت أنها تريد التخلى عن السياسة والاستمتاع بحياتها العائلية، وهذا ما حاولت الإيهام به عند مغادرتها المنصب الذى شغلته منذ عام 2009، وما يؤكد ذلك المذكرات التى أعلنت عن أنها بصدد نشر جزء جديد منها فى يونيو القادم والتى تحمل عنوان “التاريخ الحى” وقد نشرت الجزء الأول فى عام 2003، وتتناول فيها لحظات أساسية فى حياتها فى المرحلة التى شغلت فيها منصب وزيرة الخارجية وتجربتها كسيدة أولى خلال الفترة التى تولى فيها زوجها بيل كلينتون الرئاسة لولايتين متتاليتين، غير أن البعض أخذ تصريحات هيلارى بأن ذلك ربما يكون مجرد تمويه كى تمهد لنفسها الطريق للبيت الأبيض، فحلم الرئاسة لا يغيب عن أعين الدبلوماسية الأكثر نشاطا والتى كانت تسافر بمعدل مرتين فى الشهر الواحد، وقضت حوالى أربعمائة يوم فى الطائرة. وربما هذا ما جعل صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تنشر فى مقال لها تحت عنوان “اركضى هيلارى”، تشرح فيه كيف أن هيلارى مؤهلة جدا لقيادة أمريكا الجديدة، مؤكدة أنه سيصعب على كلينتون المولودة فى مدينة شيكاغو عدم الترشح فى ظل تنامى حملة “هيلارى 2016” التى تهدف لجمع التبرعات لصالحها.
إن فرص هيلارى فى الفوز قوية إلى حد ما، نظرا للإرث الذى تحمله طوال سنوات حياتها، فإلى جانب المحاماة تولت عدة مهام أخرى أبرزها التدريس بكلية الحقوق بأركانساس وتقديم الاستشارة لصندوق للدفاع عن الأطفال فى كامبريدج، كما نجحت فى اقتناص مقعد واحد فى مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك عام 2000 وتمكنت من الاحتفاظ به خلال الانتخابات التالية، أيضا تولت عضوية لجنتى القوات المسلحة والميزانية فى المجلس، وفى 2007 أعلنت عزمها خوض الانتخابات التمهيدية فى الحزب الديمقراطى للترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ورغم احتدام المنافسة مع بارك أوباما أعلنت فى يونيو 2008 انسحابها من السباق ومساندة أوباما فى تنافسه مع المرشح الجمهورى جون ماكين.
غير أن طموحها المبالغ فيه لم يسعفها بإيجاد حلول للعديد من الملفات العالقة والخروج من إرث بوش بأخف الأضرار. ويمكن القول إن هيلارى بعد هذا المسار الدبلوماسى المعقد تملك خبرة سياسية لا يستهان بها مما يسمح لها بإعادة التجربة لكن هذه المرة على رأس السلطة الأمريكية؟
“بوش. كلاكيت ثالث مرة”
يراه البعض مرشحا جذابا بينما يراه البعض الآخر لا يختلف كثيرا عن أخيه جورج بوش، بينما يرى هو نفسه شخصا وسطيا ومنطقيا يتنبى رؤية متفائلة للسياسة الأمريكية وأنه الأنسب لقيادة الولايات المتحدة فى الفترة القادمة، ورغم أن الجمهورى جيب بوش وريث عائلة بوش والذى كان حاكما لولاية فلوريدا عند انتخاب شقيقه الأكبر عام 2002 لم يحسم موقفه بعد من الانتخابات، إلا أنه أثار عاصفة فى الأوساط السياسية عندما أعلن أنه يفكر جديا فى ترشيح نفسه، كما عدد بوش (61 عاما) المبادئ التى سيقوم عليها برنامجه، وهى رؤية “متفائلة” للسياسة تتعارض مع النهج الحزبى والنبرة اللاذعة اللذين طبعا الانتخابات التمهيدية الجمهورية عام 2012، ورغم وعده للناخبين بأنه سينأى بنفسه عما أسماه بـ”المعارك القذرة” إلا فإنه انتقد التشدد الذى يسيطر على سياسة حركة حزب الشاى المحافظة المتطرفة.
ورغم أن بوش يترأس اليوم معهد الامتياز فى التعليم وهو موضوع يحظى بالإجماع يراهن عليه منذ سنوات، فإن البعض يرى أن وجود اسم “بوش” على كرسى الحكم مرة أخرى شيئا يثير التململ لدى الناخب الأمريكى، وربما هذا ما دفع الأم باربرا بوش إلى إعلان رفضها فكرة ترشح ابنها للرئاسة معللة ذلك بأن البيت الأبيض عرف ما يكفى من عائلة بوش.

 

 

بقلم :   دينا عمارة

أخبار ذات صله