fbpx
اليمن والخروج من الحروب الأهلية .. بقلم : أحمد عبده ناشر
شارك الخبر

لقد كانت التصريحات الشجاعة للرئيس اليمني عبدربه منصور في الآونة الأخيرة بوضع النقاط على الحروف وتوضيح التدخلات الإيرانية مثار إعجاب الجميع، ونشكر فخامته على هذا الوضوح والبيان، ولكن نريد من فخامته أن يتحول هذا إلى واقع تنفيذي، فتزيد اليمن حشد العالم العربي والإسلامي لهذا الخطر، نريد دعوة اليمن لمجلس الأمن، ونريد دعوة اليمن لمؤتمر وزراء الخارجية العرب ومؤتمر لوزراء خارجية الدول الإسلامية، فاليمن عضو في كل هذه المنظمات الدولية لتطالبها بمسؤولياتها في منع هذه التدخلات، ووقف أعمال الإرهاب والقتل اليوم والإخلال بالدولة ودعم العصابات الإرهابية وتجارة السلاح. فدائماً نسمع عن تصريحات ما بالقبض على سفن أسلحة وغير ذلك ولا نجد موقفاً قويا إيجابيا وإذا كان رئيس الدولة قد صرح بذلك فلماذا يصمت المؤتمر الشعبي واللقاء المشترك ومشايخ القبائل والعلماء باليمن، ألا يرون الدماء تسفك في حضرموت وأبين والضالع وعمران وهمدان والجوف وغيرها؟ أم أن هذه دماء رخيصة لا قيمة لها، نرى كلام ينم عن فراغ واستهتار من خلال المشادات والمهاترات الإعلامية في المواقع بين الساسة اليمنيين والإعلام اليمني نرى أحاديث تدور حول قضايا لا علاقة لها بمصلحة المواطن وهذا يدل على أن ساسة اليمن ومفكريها وقادتها يعيشون في أبراج عاجية، إذا لم يساعد اليمنيون أنفسهم فلن يساعدهم أحد، إذا لم يجمعوا شملهم ويرفضوا الجماعات المسلحة ويؤسسوا دولة لها سيادة فلن يستطيعوا عمل شيء.
لم أسمع شيئا من المؤتمر الشعبي ولا المشترك ولا غيرهم عن التحالف لوقف الأعمال الإرهابية والجماعات المسلحة وبسط نفوذ الدولة وحشد الجميع ضد هذا السرطان المنتشر في اليمن والغيرة على دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم من جنود ومواطنين أبرياء، ومن نشر الطائفية والمناطقية ونشر ثقافة الحقد التي تضر بمستقبل البلاد وتنذر بحر أهلية.
المجتمع الدولي والعرب تخلوا عن الصومال بعد أن عجزوا بإقناع قادتها للخروج بحل وتحالف وطني، ووصلت الصومال إلى ما وصلت إليه، وأصبحت في طي النسيان ولم نسمع من قادة المشترك وقادة المؤتمر الشعبي العام شيئا عن المعاناة الإنسانية في اليمن، وتقارير الأمن لمتحدة وغيرها عن خطر المجاعة في اليمن، ما بال هؤلاء يغردون خارج السرب ألا يسمعوا ألا يروا ما يجري حولهم أم أن سكرة السلطة وهوس المحاصصة والمناكفات والخصومات واللهث وراء الأمجاد والحصول على الغنائم وغيره أفقدهم عقولهم، يتسابقون على لقب المعالي والسيادة والبهرجة والمرافقين والمظاهر، وكأن هؤلاء الذين يموتون برصاص الغدر أو بالجوع ذباب، وكأن قلوب هؤلاء لا تعرف الرحمة حتى العلماء أكثرها أصبحوا مشاريع خمس نجوم يعيشون في أبراج عاجية لم نسمع لهم صوتاً يوعي الناس بحرمة دم المسلم وبحرمة الفرقة، والدعوة للاعتصام بحبل الله والأخوة ومحاربة الفئات الباغية الخارجة على سيادة الدولة، لا يدري الإنسان ماذا يقول وهو يسمع أخبار القتل وشبح الموت وتردد الأخبار عبر القنوات والمواقع بشكل لا إنساني وكأنه حدث في خارج اليمن، وبدون توقف نرى مواقع وشبكات تواصل تتحدث في قضايا لا تهم المواطن اليمني وآلامه وأحزانه. ماذا يريد أهل اليمن من المسؤولين أن يدمروا هذا البلد؟ لماذا يريدونه صومالا وأفغانستان وسوريا؟ اليمن لا يستحق ذلك وصدقوني إن العرب بالإجماع متعاطفون مع اليمن، لا توجد دولة عربية أو إسلامية ضد اليمن، ولكن اليمنيين من خلال قياداتهم لم يساعدوا إخوانهم العرب والمسلمين في دعمهم بخطة واضحة للخروج من هذا النفق المظلم. الكل حزين ومتألم ويريد مساعدة اليمن، ولكن لا يمكنهم عمل شيء وهم يرون أن أهل اليمن أنفسهم لا يعنيهم ما يجري. نريد مؤتمر التحالف الوطني للإنقاذ يشمل جميع الفئات لوقف ما يجري في صعده وعمران ونزع السلاح من الحوثيين ومن معهم ومنع الجماعات المسلحة التي تفجر الناس وتقتل الجنود، وهذا كرت أحمر، وإحالة المتهمين للقضاء الشرعي، ونريد وقف المهاترات الإعلامية ومنعها في الظرف الراهن لأن البلاد في حالة حرب، ونريد طرح القضية اليمنية في كل المحافل لمنع إيران وبغداد وحزب الله من التدخل في شؤون اليمن، ونريد إصلاح الجيش والأمن بدعم عربي وإسلامي يستطيع أن يكون جيشا وطنيا يدافع عن البلاد، ونريد من فخامة الرئيس أن يجمع الشمل ويدعو جميع القطاعات للتحالف للدفاع عن سيادة البلاد وأن يتفضل مشكوراً بفتح بابه للناصحين، ويدرب ما حوله على سعة الصدر وتحمل المسؤولية الوطنية بعيداً عن الأهواء وأن يتمكن من يحب الوطن ويمد يده لخدمة البلاد من الوصول إلى فخامته، فوالله إن البركة والخير في هؤلاء، أما أصحاب المصالح، فهم مثل الذباب على كل مائدة يتغدون مع الذئب ويتعشون مع الراعي. وأذكر ما قلته للرئيس السابق في مجالسه وكررته عليه بأن الذين يمدحوك هم الذين مدحوا من قبلك و”سيشتموك” بعد ذهابك. وبخصوص السفراء واختيارهم أقول للرئيس عبدربه ما قلته لعلي عبدالله صالح سابقاً ببيته يا فخامة الرئيس بخصوص دول مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي اختر سفراء يمثلون البلاد من أهل الخبرة ورجال دولة فقط وما تريد مجاملتهم فهناك دول أخرى كثيرة، فأرجو أن يقدم اليمن على مصالح وأمزجة الأحزاب والأشخاص، واليمن أمانة في أعناقكم جميعا، وسيسألكم الله عنها، فاتقوا الله في اليمن.

الشرق القطرية

أخبار ذات صله