fbpx
الثورة الجنوبية السلمية والإشاعات المغرضة .. بقلم : حسن سالمين عميران
شارك الخبر

لا أظن أن ثمة ثورة نجحت دون أن تعترضها المخاطر وتعتريها بعض الانتكاسات وتمر بمنعطفات يمكن أن تكون محطات يتم من خلالها التقويم والمراجعة وتصويب الأخطاء،وثورتنا الجنوبية ليست بمنأىٍ عن تلك القاعدة ولم تكن طريقها قط معبدة بالورود فمنذ انطلاقتها الأولى وهى تتعرّض للمخاطر حتى أنها تعددت وتنوعت وكثرت الأطراف المتربصة وتكالبت على الثورة الجنوبية قوى مختلفة المآرب والأطماع متفقة ومتحدة على وأد وإجهاض ثورة شعب الجنوب السلمية وإسقاط قضيته العادلة ، فالمحتل اليمني ومعه قوى الشر وبعد أن أحبطت كل محاولاتهم الظاهرة والباطنة وتبعثرت مساعيهم وخابت ظنونهم في كبح جماح الثورة الجنوبية واستعصى عليهم الغزو من الداخل بعد أن جندوا لذلك من الأدوات الجنوبية ما جندوا وبعد أن أفلس جهابذة المطبخ الإعلامي اليمني وتكدست بضاعتهم حتى بارت لجأوا إلى أسلوبٍ آخر علهم يدركون من خلاله هدفهم فالدعاية وبث الإشاعات وبالتأكيد لم ولن يكن آخر مخباط في مسبتهم فما لم نحصّن ثورتنا ونرفع درجة الوعي عند مختلف قوى الشعب الجنوبي ونكون في أعلى درجات اليقظة والحذر ونعي ما يدور حولنا وندرك خطورة المرحلة سيما وأن الطريق شاق والمرحلة طويلة والوهن واليأس عاملان يتحكم فيهما الزمن والنفس البشرية تؤثر وتتأثر بما حولها فلا ينبغي لنا أن نجهل ذلك ونركن فقط إلى سابق النضال الأسطوري لشعب الجنوب ومليونيات الزخم الثوري التي أثبتت بل أكدت على وحدة وتلاحم شعب الجنوب والتفافه حول هدف وحيد صدحت به الحنجرة الجنوبية فدوى مجلجلاً مخترقاً حاجز الصمت الإقليمي والدولي.

إن استمرار الثورة وتطوير أنشطتها الميدانية وتنوعها وربطها بالوهج الشعبي يتطلبان وبالذات في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الثورة الجنوبية خطة وآلية عمل واضحة المعالم تسير وفق إستراتيجية سريعة التنفيذ تواكب المرحلة تجتمع عليها كافة القوى المؤمنة بالتحرير والاستقلال بقيادة ثورية تحررية واحدة تعمل على خلق توافق جدي بين العمل الثوري الميداني والعمل السياسي يكون العمل الأكاديمي والدبلوماسي عامل مشترك بينهما ، عمل نستطيع من خلالهأولاً أظهار عدالة قضيتنا ومشروعية أهداف ثورتنا والتصدي لكافة المؤامرات التي تحاك ضدهما على أن نأخذ بعين الاعتبار تبصير وتوعية شعب الجنوب بحقيقة الدعايات والإشاعات التي تبثها سلطة الاحتلال اليمني فبعد أن فشلت في حملتها الإعلامية الكاذبة الظالمة وهذيانها الممل في ثورة شعب الجنوب ورموزها ونعتهم بمختلف الأوصاف وفرغت من مسرحية حوارها وما تلاه من مستجدات هدفت إلى تقسيم الجنوب وتقطيع أوصاله ، واصلت وأمعنت في استخدام القوة المفرطة والتنكيل بنشطاء وشباب وقادة الثورة الميدانين ترافق ذلك تماماً مع الخوض والطعن في كبار قادتنا بغية زعزعة ثقة الشارع الجنوبي وزرع الشكوك والنيل من مكانتهم حتى يتسنى لهم خلخلة وشق الصف الجنوبي والطعن في اللحمة الجنوبية وبعثرة أوراق الثورة وضرب قضية شعب الجنوب برمتها وإسقاطها من القاموس السياسي على أن محاولات بذلت في هذا الاتجاه داخلياً وخارجياً لم تفلح حين بقيا رمزا الثورة في الداخل والخارج صامدين لم يتزعزعا أو يحيدا عن هدف وخيار الشعب ولم تؤثر فيهما الإغراءات أو التهديدات والتلويح بالعصا الدولية طالما خط سيرهما يتوافق مع خط سير الشعب الجنوبي التواق إلى التحرير والاستقلال ولم تؤثر فيه أو تثنيه دعايات أو تحريض قوى الشر والهيمنة والبغي والاستكبار فأوراقكم كلها ذابلة وحقيقة أمركم باتت مفضوحة ولم تعد خافية ، حتى الطفل الجنوبي بات يدرك حقيقة مشاريعكم ، إن رهانكم مرة أخرى على أولئك النفر المستهترين بإرادة شعب الجنوب المستخفين بأرواح الشهداء رهاناً خاسراً فلا أظن أن بمقدورهم ململة الشارع الجنوبي أو أن صفتهم الجنوبية التي خدشوها أصلاً تمنحكم حق تمرير مشاريعكم لا هذا ولا شبكتكم الإعلامية الممولة من المال والثروة الجنوبية المنهوبة الشبكة التي سخرتموها للقضاء على شعب الجنوب ووأد ثورته والخلاص من قضيته فشنفتم آذاننا ليلاً ونهاراً بباطل أحاديثكم وزيفها فجملتم القبيح وقبحتم الجميل تحدثتم عن الجنوب وقلتم موبوء وبيئة حاضنة للإرهاب وملاذاً آمناً للقاعدة وأنصار الشريعة وتحدثتم عن الثورة الجنوبية السلمية وقلتم في بادئ الأمر شرذمة وحين لم تستوعب القول حتى عقول ذهبتم إلى حراكٍ مسلحٍ ينفذ أجندة خارجية أما النعوت والتهم الجاهزة وزعتموها على قادة ورموز ثورتنا ومؤخراً عمدتم إلى بث دعاياتكم فمنهم من قتلتموه ومنهم من نحيتموه ولا عجب في ذلك فخبرتكم واسعة في هذا المجال والتاريخ يشهد ولكن عليكم قراءته جيداً وتذكروا أن حبل الكذب قصير .

 

أخبار ذات صله