fbpx
صحيفة خليجية : مشاريع سياسية وراء تصعيد القاعدة لاستهدافها الجيش اليمني
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب – صالح البيضاني

قبل أن ينقشع غبار المواجهات التي خلفها الهجوم على مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بمحافظة عدن جنوبي اليمن سارع تنظيم القاعدة لتبني العملية التي أودت بحياة عشرة من المهاجمين وستة من الجنود وثلاثة من المواطنين القاطنين بالقرب من قيادة المنطقة العسكرية.

وقد قتل أمس تسعة عسكريين وأُسر اثنان، في هجوم قالت السلطات الأمنية اليمنية إن مسلحين من القاعدة شنّوه على حاجز بمحافظة حضرموت بجنوب البلاد.

ويعد الهجوم واحدا سلسلة من الهجمات التي استهدف من خلالها تنظيم القاعدة مقرات هامة للجيش اليمني حيث قامت عناصر تابعة للتنظيم في 30 من سبتمبر الماضي بمهاجمة مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا بحضرموت جنوب شرق اليمن متنكرين بملابس عسكرية وتمكنوا من السيطرة على المقر لعدة أيام واحتجزوا رهائن من الضباط والجنود .

كما هاجمت سيارة مفخخة في ديسمبر من العام الماضي 2013 مبنى وزارة الدفاع في قلب العاصمة اليمنية صنعاء الأمر الذي أعقبته اشتباكات مسلحة داخل المبنى أسفرت عن مقتل 52 من الجنود والمواطنين الذين كانوا متواجدين في مستشفى الوزارة. ويعتبر مراقبون أن الهجوم الأخير في عدن يأتي في سياق «استراتيجية» جديدة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قائمة على مهاجمة مراكز التحكم والسيطرة التابعة للجيش اليمني إلى جانب الهجمات التي تستهدف بين الحين والآخر نقاطا عسكرية ومقرات تابعة للأمن العام .

وتشير الكثير من المعلومات التي حصلت عليها «العرب» أن قوات الأمن اليمنية تمكنت قبل أيام من تفكيك سيارة ملغومة ثانية كان من المرجح أن تستهدف مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسـة في محافظة الحديدة غرب اليمن وقد سقط عـدد من القتلى في صفوف القاعدة وقوات الأمـن فـي نقطة عسكرية في منطقة جبل رأس في الحديدة عندمـا تم اعتراض السيارة المفخخة ومحاولة تفتشيها.

6 عسكريين قتلوا في الهجوم على مقر القيادة بعدن

وتزايد العلميات التي تستهدف الجيش اليمني في عقر داره مع تشديد الإجراءات الأمنية عقب كل هجوم مواضيع كانت مثار استفسار وسائل الإعلام اليمنية التي أفردت مساحة كبيرة للحديث عن سبب تنفيذ القاعدة لأكبر هجماتها على المقرات المركزية للجيش اليمني في الوقت الذي يصادف وجود وزير الدفاع اليمني في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية.

مصادر خبيرة باستراتيجيات القاعدة أوضحت في تصريح للعرب أن توقيت هجمات القاعدة في الغالب يخضع لاعتبارات أمنية صرفة ونادرا ما تخضع لمناسبات معينة لكنها تكون في العادة مناسبات ثابتة وليست متغيرة غير أن المصادر لم تستبعد أن تسعى القاعدة للاستفادة إعلاميا في ما بعد من خلال الإشارة مثلا إلى أن هذه الهجمة جاءت فيما كان وزير الدفاع في أمريكا.

ويتفق مع هذه الرؤية الصحفي اليمني جمال عامر الذي قال في تصريح للعرب: «لست مع من ينظرون للأحداث بذهنية تآمرية ..الموضوع أكثر تعقيدا من كون وزير الدفاع خارج البلاد أو حتى مصادفة حدوث العمليات في غيابه ..القضية لها علاقة بجاهزية الأجهزة الأمنية والعسكرية لمواجهة القاعدة».وأضاف عامر :» أؤكد وأجزم أن الدولة مسترخية في هذا الموضوع باعتبار ركونها على الطائرات الأمريكية بدون طيار وجهازها الاستخباري المتواجد في السفارة الأمريكية بصنعاء والذي مهما جند وقام بضربات جوية لن يكون قادرا على الانتصار على القاعدة والدليل أنه ورغم كثافة الضربات الجوية خلال الشهور الماضية لم يتم الحد من هجمات القاعدة التي وصلت إلى العاصمة».

 9 آخرون قتلوا أمس في هجوم على حاجز بمحافظة حضرموت

من جهته يذهب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية فهد سلطان أن ما حصل من هجوم على قيادة المنطقة الرابعة دليل على أن الخلل في وزارة الدفاع قد وصل إلى مستوى لا ينبغي السكوت عليه وأستطرد سلطان قائلا «ثلاثة أعوام والجيش اليمني في نزيف حاد واستهداف ممنهج، لكثير من القوى التي ترى في بقاء هذا الجيش خطراً على مشاريعها الصغيرة.

كيف للمتابع أن يستوعب هذه الاستهداف الممنهج ضد الجيش ووزير الدفاع خارج البلد وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف نفهم أن هذا الاستهداف يشبه ذلك الاستهداف على مجمع العرضي والذي كان وزير الدفاع نفسه في الولايات المتحدة.

هل لنا أن نقول إن هناك تواطؤا لإضعاف الجيش، ولماذا لم يتم تغيير وزير الدفاع في التعيين الأخير رغم الانتقادات الكثيرة والفشل الذي منيت به الوزارة منذ تم تشكيل حكومة الوفاق الوطني.

وفي ذات السياق يؤكد الصحفي والمحلل السياسي اليمني عبدالرحمن مراد أن استهداف الجيش والأجهزة الأمنية يتم وفق استراتيجية واضحة المعالم وهي شائعة في كل دول الربيع العربي.

ويضيف:»لايمكن فصل مايحدث في اليمن عن سياقه العربي هناك رؤية تستهدف المؤسسات الأمنية والعسكرية بقصد إضعافها لتمرير مشاريع سياسية لجهات بعينها.. وهذه الجماعات قد تعمل لحساب أجهزة استخبارية عالمية من حيث تدري أو لا تدري».

أخبار ذات صله