fbpx
خياراتنا باتت محدودة !!

 

بقلم | ياسر اليافعي

مر الحراك الجنوبي خلال السنوات الاخيرة بالعصر الذهبي له ، وقلت في مقال سابق قبل عام  «ان الثمرة قد نضجت وحان قطافها»  وأقصد ان قضيتنا حققت ناجاحات كبيره ولم يبقى إلا الحامل السياسي الذي يتعامل مع الداخل والخارج ليوصل الصوت الجنوبي وليرسم السياسية الجنوبية وكيفية التعامل مع المتغيرات التي جائت بعد ثورات الربيع العربي والمستجدات على الساحة اليمنية ، لكن للأسف اُهدرت الفرص واحده تلو الأخرى ولم يستطيع الحراك الجنوبي ان يحقق أي انجاز سياسي وكلنا يعرف الاسباب  ..

لم يستطيع الحراك الجنوبي ان يحافظ على أهم أدواته النضالية وهم ” الشباب ” الثأرين وتركوهم يواجهوا مصيرهم بإنفسهم ، منهم من اُستشهد في مواجهات غير محسوبة، ومنهم من انحرف مع قطاع الطرق ومنهم من استقطبته جماعات مسلحة ومنهم من يأس وترك النضال وقرر يبحث عن لقمة عيش كريمة له ولأولاده ..

لم يستيطع الحراك الجنوبي ان يحافظ على المدن والمناطق التي سقطت مبكراً وأصبحت هذه المناطق وكر للانفلات الامني والخوف والرعب ولتمرير مخططات قوى الشر في صنعاء من خلال إيصال رسائل عديده ان الحراك عاجز ولا يستطيع يسيطر حتى عــــلى شارع واحد ..

لم يستطيع الحراك الجنوبي ان يستثمر 10 مليونيات أحتشد فيها أبناء الجنوب من كل حدب وصوب لإيصال رسالتهم للعالم “جهود الشعب الجبار أضاعتها القياده المتصارعه فيما بينها”  .

لم يستغل الحراك الجنوبي الفرصة التي منحت له خلال ثلاثه اعوام حيث كان بإمكانه التحرك في عدن وحضرموت مثل ما يريد وكيف ما يشاء دون إعتراض من أحد ..  يعقد اجتماعاته يلتقي بمن اراد وينظم مهرجانات وندوات في اي مكان يريد ، بإختصار اي شي كان يريده يستطيع تنفيذه بما فيها أمتلاك السلاح بكل انواعه و إسقاط المحافظات الجنوبية تباعاً لو وجدت القايده المنظمة لكن هذا لم يحدث وظلت المكونات الحراكية تتصارع فيما بينها ..

لم يمتلك الحراك الجنوبي مؤسسة إعلامية محترفة تكون قادرة على مواجهة التحديات ومواجهة الاعلام الشمالي الذي استطاع ان يُخلق حراك جديد في حوار صنعاء من لاشيء ، بينما الاعلام الجنوبي اقتصر على جهود فردية لأن الاعلام لم يكن يعني قيادات الحراك في شي ولا يحتاجونه إلا لنشر تصريح أو بيان فقط  …

لم يستطيع الحراك ايضاً ان يؤسس عمل مؤسسي واحد سواء سياسي او أعلامي او خيري وظلت كل الجهود تسير بطريقة عشوائية فوضوية أدت الى ما وصلنا اليه اليوم ..

اتذكر في أول زيارة لجمال بن عمر الى عدن وكيف تم استقباله من قبل قيادات الحراك بعدن حيث حضر اليه اكثر من 7  من قيادات الحراك وكلاً يجمل ملف ويريد ان يقول له انه ممثل الجنوب والحراك الجنوبي وبهكذا ضاعت الفرص بسبب هولاء القيادات وقس على ذلك قيادات الخارج.. هذا مجرد نموذج من عبث القيادات فقط !!

ظل قيادات الحراك طوال الفتره السابقة وهم يرددون شعارا ” لا يعنينا ” وكأن نحن نعيش في كوكب زحل أو المريخ وليس في عالم تتداخل في المصالح وترتبط السياسات ببعضها ولا مكان فيه لمن يعزل نفسه عن كواليس السياسة  في العالم ..

واليوم شعار ” لا يعينا ” لم يعد يعنينا اطلاقاٌ لأن خياراتنا باتت محدوه فعلاً ولم يعد لدينا كثير من الخيارات ونحن امام خيارين لا ثالث لهما ، الخيار الاول وهو صعب جداً وبحاجة الى جدية في التعامل وتقديم تنازلات كبرى من قبل القيادات، وهذا الخيار يتمثل في إيجاد حامل سياسي موحد لقضية الجنوب يكون بإستطاعته رسم الخطط وأختيار أدوات تنفذها على الارض بهدف افشال الانتخابات والاستفتاء على الدستور والتواصل مع العالم الخارجي لاسيما سياسياً واعلاميا ًوحقوقياً  ..

والخيار الثاني وهو خيار مر وصعب للغاية و لكن في حال فشل الخير الأول سيكون الاخذ به واجب حفاظاً على الجنوب ومستقبل الاجيال،  ويتمثل في القبول بالعملية السياسية وحكم الجنوب من قبل فريق في الحراك وعدم ترك الجنوب للمؤتمر والاصلاح وقوى الشر للعبث به من جديد.

 بحيث يظل فريق يحفظ قضية الجنوب من خلال مطالبه بفك الارتباط بشكل سلمي وان يكون هناك تعاون بين الفريق المشارك للعملية السياسية والمعارضلها و يكون الهدف الأول بناء الانسان الجنوبي وانقاذه من الحالة التي وصل اليها وبكل المجالات  لأن الوضع في الجنوب اصبح لا يطاق اقتصادياً وتعليمياً وصحياً وفي كل المجالات …

فهل سيحسم الحراك بكل مكوناته الأمر أم سٌيترك الجنوب للفوضة والعشوائية الحراكية والاحتلال الإصلاحي المؤتمري الذي لا هم له غير بناء الشمال على حساب الجنوب وبالتالي مزيداً من القهر والحرمان والفقر والتجهيل لهذا الشعب ……