fbpx
ماذا يريد هؤلاء الكتبة بقلم | د. مفتاح علي أحمد
شارك الخبر

أكثر البعض من الكتبة من النواح والعويل من أن الجبهة القومية تحلم والاشتراكي يحلم بالعودة للماضي لهما لما قبل 67 و90م , ولا اعتقد ان مثل هؤلاء لا يعرفون ان الحزب قد تخلى عن فكرة نظام الحزب الواحد قبل الوحدة, وطرح مشروع المصالحة قبلا والإصلاح السياسي – الوطني الشامل وحتى الإقتصادي وسعى لتحقيق ذلك حتى الوحدة , وقبل في الوحدة ان يكون شريكا للمؤتمر والاصلاح مستبعدا فكرة الانفراد بالحكم , ولا ننسى أن الحزب قد اشترط أن ترتبط الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والصحافة كرديف للوحدة, وعندما اشتدت الأزمة السياسية, تحالف الحزب مع كل القوى السياسية والعالم كله يعرف ذلك! وخرج بإجماع وثيقة العهد والاتفاق. وعندما شنة الحرب على الاشتراكي وإزاحته من المشهد السياسي في الساحتين الحنوبية أولا ثم الشمالية وقف الكثير متفرجا ومتشفيا إن لم يكن مشاركا!!
وحتى عندما بدأ الحراك الجنوبي اشتراكيا صرفا كان مثل هؤلاء الكتبة لازالوا في دواوين سلطة صنعاء يعيشون على فتاتها وحتى اليوم ! ونجدهم اليوم يعلكون نفس الاسطوانة المشروخة والمفروغ منها أصلا والتخويف بفزاعة العودة لحكم الاشتراكي وكانهم لا يفقهون شيء من أبجديات السياسة ولا يتابعون كل ما استجد . فهم لا يجيدون سوى النعيق والتخويف من الاشتراكي والجبهة القومية عمال على بطال دون أن يقرأوا عما يجري شيء ! ان ذلك كله لا يعني سوى انهم – أي هؤلاء الكتبة – واضعين ستار حاجب للرؤيا على عيونهم وعقولهم وفي آذانهم كل الطين والعجين !! ليس لشيء سوى للإرتزاق من التهكم اللا أخلاقي على الاشتراكي متناسيين أن حلفاء حرب 94 م هم هم اليوم في الشمال والجنوب , فهم القوة المسيطرة سياسيا واقصاديا واعلاميا واداريا ولازالوا يحاربون الاشتراكي بأثر رجعي وهؤلاء الكتبة في خدمتهم وليس بالمجان طبعا!
وهناك أيضا نجد من يقول بالخلاف بين الرابطة والإشتراكي وتأثيره على أداء الحراك فالاشتراكي اول من تبنى القبول بالآخر والشراكة مع الكل وما درس حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية في 19 مايو 94 إلا خير دليل على ذلك , إلا أنهم يتعامون على ذلك وحتى التصالح والتسامح والقبول بالآخر كمبدأ اخلاقي في العمل السياسي الجنوبي والسعي لتجسيده على الميدان لم يدخل في عقول هؤلاء الكتبة وحتى الليلة وهم يعلكوا ويلوكوا نفس ذلك الكلام الممجوج والخالي من أي مضمون والمنتهي الصلاحية وليس بدون سبب فالرزق وحده هو السبب .
كما تناسى هؤلاء النفر من الكتبة بأن الجنوب ليس بملك أحد ولن يكون كذلك أبدا , ولن ينجح من يفكر بذلك . فلا يفكر أحد بالإقصاء والسير بالجنوب كإقطاعية في فلكه . وفقط بمثل ذلك الفكر ألإقصائي السافر سيجعل الجنوب أسير لصراعات وتمزقات تعيق وتبطئ من تحقيق أي تقدم في مسيرته الثورة نحو التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
فالحزب لم يفكر بالعودة للماضي قط ! بل انه يحلم بمشروع دولة مدنية تعددية ديمقراطية في الجنوب وإن أمكن في الجنوب والشمال , دولة تستوعب الجميع ولا مكان فيها للإقصاء, دولة المؤسسات والمنظمات للمجتمع المدني والتداول السلمي للسلطة وعبر صناديق الإقتراع والانفتاح الاقتصادي وحرية وتشجيع الإستثمار وبناء اقنصاد وطني حر – مزدهر ومتطور يفتح فيه المجال واسعا للرأسمال الوطني الجنوبي والعربي والعالمي في المشاركة , فهل يفهم كل ذلك هؤلاء النفر من الكتبة المستجدين أو المسترزقين ويكفوا عن نواحهم وعويلهم المقيت والمشبع بالحقد ضد الاشتراكي ؟؟ لا أعتقد. فهم قد ادمنوا على ذلك ورزقهم منه ولا هم لهم لا جنوب ولا حراك جنوبي ولا نضالات وتضحيات شعب الجنوب من شهداء وجرحى ومعتقلين وووووو……..الخ والله على ما نقول خير شاهد.
د. مفتاح علي أحمد

أخبار ذات صله