fbpx
الى المرأه …. دمعه حزن … ووردة امل

بقلم / علي صالح محمد

 

 

في واقعنا المعاصر يقاس   تطور وازدهار المجتمعات والشعوب واستقرارها المعيشي بمستوى التنميه البشريه القاىم من واقع  ان ثروه الشعوب تكمن في ناسها المحبين للعمل حسب  عالم الاجتماع ابن خلدون ،  وان الثروه  بين أكتاف الناس وفقا  للمقوله   اليابانية ،  اي ان  التطور والتقدم والازدهار الذي تحققه هذه المجتمعات مرتبط ارتباطا وثيقا  بتنميه وتطوير قدرات الانسان بوصفه جوهر التنميه وغايتها   ، وارتبط ايضا  بالموقف من المراءه ودورها ومكانتها ، باعتبارها مكون بشري أساسي  للتنميه، تقتضي الضروره مساهمتها وعدم  الاستغناء عنها.

وبالمقابل نرى ان مظاهر التخلف والفقر والصراعات والحروب  وعدم الاستقرار والفوضى تسود وتنتشر في تلك البلدان التي تكون فيها معدلات التنميه البشريه ضعيفه ومتدنيه ، وحيث تسود  الثقافه الذكورية  الاقصائيه والنظره الدونيه تجاه  المراءه لتنتقص  من مكانتها ، وتهمش دورها الاجتماعي، وحقوقها المدنيه   ، وحضورها الانساني الطبيعي ، مع ان المراءه هي الاصل والمنبت وفقا لقوله تعالى (يَا ايها  النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن   نفس وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا  ) النساء ( ١)

 

اليوم وفي  الوقت الذي يحتفل العالم باليوم العالمي المراءه تقديرا واحتراما لمكانتها ، فانه منذ حلت الهزيمه في الدار لتحل معها كل ألوان الانكسار ، نجد اننا في الجنوب  ما زلنا أسرى فتاوى المنتصر ، وعناوين البوءس المنتشره،  لتستمر  معها الى جانب مظاهرقيود  الباطل المزدوجة ، مظاهر التطرف والاعتداء على الكثير من النساء من نفر ما زالوا مصابين  بسعار الفتاوى التكفيريه ، تحت  مظله وسمع وبصر السلطات  ، لتضاف الى حياه الناس و المراءه في عدن  بالتحديد  صنوفاجديده من المعاناه والاضطهاد وأشكال الإرهاب   والانتهاكات    .

ومع استمرار  هذا الحال  المحزن اقول اسمحي لي ياسيدتي  .. ان أقتبس بعض ما سبق وان نشرته   قبل سبع سنوات في صحيفه (الايام ) التي ما زالت هي الاخرى،تعاني من الأسر والقيود .

اذ لا اجد  ما أهديك إياه   في هذه المناسبه كأم ،وزوجه، وأخت ،وبنت ، ورفيقه ، سوى دمعه حزن … وورده امل .

لانني ياسيدتي ببساطه وكما قال الشاعر فضل النقيب رحمه الله  ( ات من سديم الأسرار الغامضة  حيث الراءوون يبصرون ويعمى المبصرون ، وقادم من لون الحزن العربي الذي لا لون له ، ومن ذلك الحلم المحطم في اعماقي ، ومع ذلك اشعر ان البحر يستقبل محبيه بكل أشواق الأمواج الأزلي حتى وان كانت هديتهم اليه حفنه من الدموع او كأسا من الماء :

المدى الأزرق في عينيك نبض الشوق في ارواحنا

والمدى الأخضر في كفيك فيض الحب في تاريخنا

والنشيد اللازوردي النبيل حلم يحملنا

نحو ات لم نضيعه وان تاهت  هنا أقدامنا )