fbpx
اتحاد الجنوب العربي وصراع الهوية .. بقلم : عبدالله اليهري
شارك الخبر

أبقت بريطانيا على الجنوب مجزءا أكثر من 20 وحده سياسية يرأسها حكام محليون يطلقون عليهم السلاطين أو الأمراء أو المشايخ ، وبنفس العقلية اليوم يجعلون الجنوب مقسم وبحكام ضعفاء ، اشرف السياسي البريطاني ( وليم لوس ) على اتحاد الجنوب العربي كما انه من أسس الاتحاد الماليزي واتحاد الأمارات العربية المتحدة ، وكانت بريطانيا تود مند فترة طويلة لتعدل الظروف الداخلية والخارجية أن تعمق من سياستها الخاصة بالتقدم نحو الداخل أي الى داخل المحميات واحداث تغير في البناء السياسي والاقتصادي للمحميات لتأكيد المصالح البريطانية وتوفير الحماية لعدن واطالة أمل بقائها الا أن سياستها كانت تواجه بمعارضة شديدة .

كما يحاول النظام اليمني المحتل للجنوب لفرض سيطرته العسكرية لجماية مصالح القوى المتنفده وحماية مصالح الشركات الاستعمارية ( النفطية ) والقواعد الامريكية في العند وسقطرى وباب المندب ، واطالة أمل بقائها ولكن تعدا الظروف وخاصة تغير روح العصر وامكانيات الرأي العام العالمي وضغط القوى الوطنية خاصة في المستعمرة – عدن ونمو حركات التحرر في العالم وتلاحم حركات التحرر مع قوى الاشتراكية وتزايد ضغط القومية العربية ووضوح أهدافها وعدم ملاءمة شكل الاستعمار وشكل الحماية دفع بريطانيا الى محاولة تجميع الوحدات السياسية في الجنوب حول الزعامات القبلية التقليدية أي تحقيق الاتحاد مع الاحتفاظ بجوهر التجزئة وقد بدأت بريطانيا في أوائل الخمسينات تمهد لفكرتها لدى الحكام المحليين الدين قابلوها بفتور في بادي الأمر كما عارضتها العناصر الوطنية بشدة .

وفي عام 1959م . أعلن قيام اتحاد أمارات الجنوب العربي ولادة غير طبيعية كما هو الحاصل اليوم ولادة غير طبيعية بل بقيصرية ( الاتحاد اليمني ) وسط موجه من السخط الشعبي في عدن والمحافظات الجنوبية وفي عام 1963م ،

تغير الاتحاد الى أسم ( اتحاد الجنوب العربي ) تمهيدا لدمج عدن في الاتحاد وقد قوبلت هذه الخطوة هي الأخرى بمعارضة شديدة من القوى الوطنية وتمت الموافقة على الدمج بصعوبة قبل قيام ثورة 26 ستمبر 62م في الشمال ولو تأخرت اجراءات الموافقة اياما معدودة لما تمكنت بريطانيا من دمج عدن بالاتحاد ويعد الاتحاد وانضمام عدن أحد المحاور الرئيسية التي دار حولها الصراع بين أطراف الحركة الوطنية من جانب وبين الاستعمار وعملائه من جانب أخر . ( موقف بريطانيا من الاتحاد ) :-

هدفت بريطانيا من وراء أقامة اتحاد امارات الجنوب الابقاء على وجودها في الجنوب وفي عدن بوجه خاص لمواجهة اعبائها والتزاماتها العسكرية على الصعيد العالمي وللدفاع عن مصادر البترول العربي في شبه الجزيرة العربية والدفاع عن حلفائها في المنطقة . وكان عليها من أجل ضمان استمرار وجودها أن تعدل من شكل هذا الوجود . فتعمل على توحيد المنطقة من أجل منحها الاستقلال الدي تتصوره وأن تعمل على أستقرار شكل الوحدة الجديدة وأن تحاول جعل الاتحاد قادرا على الوقوف على قدميه اقتصاديا وبسرعة .

وهناك عدة عوامل حضارية أقنعت بريطانيا أن النظم البالية الموجودة ستكون خطرا على وجودها مالم تسرع باجراء تحسينات عليها مع الابقاء على جوهرها لمواجهة الوعي المتزايد في الجنوب فالمعروف أن المستعمرة عدن تختلف اقتصاديا عن بقية أجزاء الجنوب من حيث أسلوب المعيشة ومستوى الأداره وقد استطاع أبناء المحميه أن يجدو فرص عمل في عدن واحتكوا بأسلوب الحية ومستوى الوعي ، وقد قصد البريطانيون من أسم اتحاد الجنوب العربي لسببين :

اولا :- تأكيد هوية الاتحاد العربية لأسباب دعائية كي يتماشى مع مشاعر الاعتزاز بالعروبة التي كانت تعم المنطقة نتجة للمد القومي .

ثانيا :- تأكيد عدم الاعتراف بهوية الجنوب اليمنية التي كانت يقرها الامام وأطراف وقوى سياسية ووطنية عديدة ، وهدا ماهو حاصل اليوم من صراع على الهوية داخل قوى الحراك .. نفس المشهد السياسي يتكرر اليوم لقيام الاتحاد اليمني ابقاء مصالح الشركات الاستعمارية ( توتال ) والقواعد العسكرية الامريكية ) تحت مسمى مكافحة الارهاب ، وضعف القوى التقليدية في الشمال والجنوب ، وهيمنة القوة العسكرية والقبلية ، جعل الدول الكبرى تدرك أن مخرجات مؤتمر الحوار لا يمكن تطبيقها على الواقع مما جعلها تستخدم البند السابع ،

وساعد دلك تشرذم قوى الاستقلال في الجنوب جعل القوى الاستعمارية تقتنع بأن القوى في الجنوب ضعيفة وهشة مثل النظام في الشمال ، ولوكانت القوى الجنوبية متوحدة لكانت المعادلة السياسية في الواقع مختلفة ، ولكن لم يمكن يكتب النجاح للاتحاد اليمني سينهار بأسرع وقت وسيتهالك من الداخل وعلى القوى الوطنية التحررية الاستعداد والجاهزيه لأنها الورقة الأخيرة لها هو انهيار نظام الاتحاد اليمني ويكون البديل جاهز كمنظومة متكاملة بعيدة عن اليمننه وبعيدا عن الصراعات السياسية والمناطقيه .

عبدالله اليهري 
عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب

أخبار ذات صله