fbpx
الثورة الشعبية الجنوبية والامتحان الصعب .. بقلم/ أحمد قاسم طماح
شارك الخبر
الثورة الشعبية الجنوبية والامتحان الصعب ..  بقلم/ أحمد قاسم طماح

 

الأمر الذي لا جدال فيه أن ثورتنا الشعبية الجنوبية دخلت في 21 فبراير 2014م المعترك الصعب وهذا الأمر كان متوقعاً عند عقلاء الثورة ومفكريها وكان مستبعداً عند جهلاء الثورة ومستثمريها أن المشهد السياسي الجنوبي قد دخل مرحلة جديدة تكاد تكون الأخطر على الإطلاق ولا ينفع الندم على ما فات من الفرص الذهبية وتم إهدارها بطريقة متعمدة أو غير متعمدة.

إن الخلافات المفتعلة ومن ثم الصراعات العبثية بين مكونات الثورة الجنوبية كانتا السبب الرئيس في منع تقدم الثورة الجنوبية وحسم الصراع مبكراً مع الاحتلال، فقد تم التأكيد أكثر من مرة على ضرورة الاسترشاد بمقولة (من أمن الزمان خانه ومن تكبر عليه أهانه) والعبارة الأخرى (الوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك) فأصحابنا هداهم الله لا يعملون وفقاً لأسس علمية وعملية في صنع انتصار الثورة وإنما تتحكم فيهم غرائز وعقد مشدودة إلى الماضي الفاشل الذي أرهقنا كثيراً وندفع ثمن أخطائنا حتى يومنا هذا.

وها نحن نناشدهم اليوم وكل يوم ونقول لهم أن المحتل قد غيّر استراتيجيته في التعامل مع ثورتنا وشعبنا الأعزل بعد أن أعطيت له الفرص المريحة لترتيب أوراقه والتفرغ الكامل للتعامل بعنف وبقسوة مع ثورتنا السلمية وهل لنا أسوةً أن نغير إستراتيجيتنا وأن نخضع عملنا للكفاءات والتخطيط والتنظيم وأن نكون شجعاناً في تقييم مسيرة الثورة حتى نعرف أين نقف الآن أو تظل العشوائية والمزاجية هي المسيطرة على الأحداث.

إن المحتل يعتبر ثورتنا شغباً ومطالبنا العادلة شروطاً غير واقعية وتعجيزية والمظاهرات السلمية عنفاً والدفاع عن النفس إرهاباً ووحدة الصف الجنوبي وبقاء الجنوب أرضاً موحدة مراهقة سياسية وإقامة دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية مؤامرة على الاقتصاد وطرد الاستثمار، إن المحتل لا يذعن لحق أعزل وها هو اليوم يستخدم كل قوته لضرب المتظاهرين السلميين في مختلف الساحات ويقتل وبدون تمييز الطفل والمرأة والشيخ ويقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها في مدينة الضالع الباسلة وفي حضرموت الخير فلماذا لا تتوحد جهودنا في مواجهته وفقاً لاستراتيجية مقاومة موحدة على طول وعرض الجنوب الحبيب، لماذا لا تتوحد القيادات ومكوناتهم الركيكة في هذه الظروف الصعبة ومتى عساهم أن يتوحدوا، فاليوم غير الأمس أيها السادة أيها القادة ينبغي أن تكون اللقاءات جادة ومثمرة وليس حيلة أخرى ومحاولة امتصاص غضب الشارع الجنوبي ومن ثم العودة إلى نفس المربعات والسياسات السابقة التي سئمنا منها.

أخبار ذات صله