fbpx
يافع عظمة التاريخ ” تحقيق “
شارك الخبر

يافع نيوز –  عارف اليافعي 

تقع يافع في جنوب اليمن ( شمال شرق عدن ) عاصمة اليمن الجنوبي سابقا ,ويافع منطقة ريفية تتكون من وديان عميقة وسلسلة جبال وعرة , وتتميز بالعديد من المزايا الطبيعية والبيئية , كما ان ليافع ارث حضاري وثقافي كبير ولها اسهامات عبر التاريخ سواء في الفتوحات الاسلامية او الحروب والصراعات الداخلية بين الدول التي قامت في جنوب الجزيرة العربية, وعرفت يافع النظام السياسي منذ الاف السنين وقامت على اراضيها العديد من الدول التي وصل حكم بعضها الى معظم انحاء بلاد اليمن, وكانت اخر دولة عرفتها يافع هي سلطنة يافع والتي تعرف ايضا بالسلطنة العفيفية نسبة الى اسرة ال عفيف  التي حكمتها لاكثر من 600 عام ,والتي تنازلت عن جزء منها لاسرة ال هرهرة التي حكمت سلطنة يافع العليا, حتى استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا في 30نوفمبر عام 1967م والذي دام 129 عاما لتنضم السلطنتين الى اتحاد امارات الجنوب العربي مع 25 امارة وسلطنة جنوبية اخرى اتحدت في دولة واحدة, وعرفت فيما بعد بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .

لمحة تاريخية

رصد من اسفل
يعود نسب قبيلة يافع الى يافع بن قاول بن زيد بن ناعته بن شرحبيل بن الحارث ذورعين الاصغر بن زيد بن يريم ذورعين الاكبر بن سهيل بن زيد الجمهور بن عمرو بن حيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود ( عليه السلام ) بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلح بن اخنوخ _ادريس_ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم عليه السلام, وقبيلة يافع هي القبيلة الوحيدة التي تقطن المنطقة وتتفرع  منها عدة فروع , ويتسمى كل فرع منها باسم المنطقة التي يسكنها , مثل قبائل اليزيدي والسعدي والكلدي والناخبي واليهري والبعسي والمفلحي الحضرمي ,وعرفت يافع ايضا باسم يافع السيف ويافع الضيف, وذلك لفزعة قبائلها لنصر القبائل الضعيفة التي كانت تتعرض للغزوات من القبائل القوية وكذلك لاستقبالها الاسر والافراد  من القبائل والمناطق المجاورة الذين يلجؤون اليها بسبب النزاعات والفتن في مناطقهم , حيث تلتزم القبيلة بتوفير المأوى والحماية لهم وتوفير المساكن والاراضي الزراعية للعيش منها وليتمكنوا من الاندماج في المجتمع اليافعي بسهولة, وكانت يافع من اوائل القبائل التي  لبت نداء الاسلام وكان ابنائها في طليعة  جيوش الجزيرة العربية التي فتحت مصر والشام وبلاد المغرب العربي .
نمط الحيـاة الاجتماعيـة
على الرغم من دخول معالم الحضارة الحديثة اليها ومنذ وقت مبكر , كالمدارس والاتصالات والطرق الاسفلتية , الا ان يافع لا زالت تحتفظ  لنفسها بحياة اجتماعية خاصة وبسيطة ترتكز اساسا على التمسك بالعادات والتقاليد المتوارثة والحفاظ عليها وتطبيقها بكل صرامة في كل شؤون حياتها العامة والخاصة مثل المناسبات الدينية والاجتماعية وطرق الزواج ونمط بناء البيوت والمساجد والاكلات المحلية والالبسة الشعبية , حيث تحرص القبيلة ايضاً على التوسع في زراعة اشجار البن والمحاصيل الزراعية الاخرى وتعليم الابناء الصغار السباحة في الابار وممرات السيول واستخدام السلاح و
 الاستعراض بالسيوف والجنابي (الخناجر) واداء الرقصات التراثية , كما يحرص اهالي المنطقة على ممارسة الالعاب الشعبية وتحفيظ الابناء القرآن الكريم والاحاديث النبوية والقصص والروايات المتوارثة التي تتحدث عن تاريخ الاجداد وامجاد القبيلة وحثهم على التمسك بها والحفاظ عليها , ومن المعيب ان لا يتصف اليافعي بكل هذه الصفات منذ صغره , وليافع منظومة قوانين واعراف قبلية مدونة بالمخطوطات وكذلك بالكتب الحديثة ولا زالت تطبق لحد الان وخاصة عند غياب الدولة او ضعف هيبتها , وهي قوانين مكتوبة منذ مئات السنين تعاهدت القبائل على احترامها والعمل بها , وتنظم هذه الÙ
 �نظومة كافة شؤون الحياة والعلاقات الاجتماعية بين سكانها ومناطقها بما فيها الاحكام القضائية وتنفيذها ومنها احكام السجن والاعدام والمراعي والحدود القبلية .

المعالم والاثـــــــــــار

DSCN0540
تحوي يافع العديد من المعالم والاثار القديمة كالمباني المرتفعة والقلاع والحصون والكهوف والانفاق الجبيلة والتي صممت على الطريقة العسكرية وذلك للدفاع عن المنطقة التي كانت تتعرض لهجمات من السلطنات والقبائل المجاورة  في حقب مختلفة من اجل ضمها اليها نظرا لما تتمتع به من موقع استراتيجي  وكثافة سكانية واودية زراعية, كما توجد الكثير من النقوش والكتابات القديمة المنحوتة على الصخور , وكذلك المخطوطات النادرة في عدد من المساجد والبيوت , كما توجد في يافع الكثير من القلاع اهمها قلعة القارة التي ترسو على سفح جبل شاهق وتشبه السفينة الى حد كبير , وفيها ديو
 ان عام السلطنة وديوان السلطان العفيفي , وقد تعرضت لعدة غارات من الطائرات البريطانية ابان فترة الاستعمار حيث كانت مركز تجمع ابناء قبائل يافع التي تتجه الى المحميات الجنوبية لمقاتلة القوات البريطانية ,كما تحتضن هذه البلاد الريفية العديد من المساجد التاريخية والقباب القديمة وبقايا معابد يهودية واضرحة لعدد من اولياء الله الصالحين, كما تتميز قبيلة يافع بحفظها للكثير من تراثها واثارها ووضعها في متاحف خاصة او زينة في الدواوين والبيوت سواء تلك الاثار القديمة او ما كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية حتى وقت قريب , كما تحتفظ العديد من الاسر بمخطوطات نفيسة ونسخ قديمة من المصحف الشريف والاسلحة والسيوف النادرة , ولدى اليافعيين شغف كبير باغتناء كل الكتب القديمة والحديثة التي تتحدث عن تاريخ القبيلة والشخصيات التاريخية والهامة او القصص التراثية الحقيقية والخيالية وكتب الفنون الشعبية ودواوين الشعراء

الـــــــــزراعة

A
يافع عبارة عن سلسة جبال مرتفعة تتخلل معظمها مدرجات زراعية وفي بطون الاودية العميقة تفترش الاراضي الزراعية الشاسعة ومنها اشجار البن ( القهوة) التي ظلت مورودا اقتصاديا ووحيدا لأهالي المنطقة لفترات زمنية طويلة , كما تزرع في يافع العديد من اصناف الخضروات والفواكة كالقمح البر والذرة والرمان والعنب والليمون وغيرها من المحاصيل , وتتفاخر القبائل اليافعية بما تملك من اراض زراعية وما تنتجه من محاصيل ,كما تزخر يافع بالعديد من انواع الاشجار بعضها نادرة وقد لا توجد اصناف منها خارج المنطقة ,ويستخدم اهالي المنطقة هذه الاشجار للطب الشعبي والزينة وكانوا  يستخدمون بعض اصنافها فيما مضى  وقود لطهى الطعام , كما توجد في البيئة اليافعية العديد من الطيور بعضها نادرة كالصقور والعقاب والحمام البري والهدهد , وكذلك الحيوانات المفترسة الشبة منقرضة كالنمار التي لا زالت تظهر في الجبال الشاهقة وتهاجم قطعان الغنم احيانا, كما تشتهر المنطقة بتربية النحل نظرا لكثرة الاشجار والاعشاب المتنوعة , وتنتج يافع نوعان من اجود انواع العسل اليمني هما عسل العلب ( السدر) والعسل الجبلي .

المبانـــي

images
ليافع طابع معماري خاص ومتميز في بناء البيوت والحصون وتشييد القلاع , فبالرغم من التطور الحضاري الذي اجتاح المنطقة التي تواكب كل جديد , الا ان اهلها لا زالوا محافظين على طابع البناء بشكل كبير , حيث يشيدون بيوتهم من الاحجار الجبلية واستخدام الطين لتثبيتها ولا يستخدمون الاسمنت او الحديد الا فيما ندر , وتكون عبارة عن بيوت مربعة ترتفع الى ثمانية ادوار احيانا , ولا زالت يافع تحتفظ بالكثير من المباني المدورة والتي تسمى النوبة وهي اشبة بمنارات المساجد , حيث كانت تستخدم كحصن دفاعي لقنص المهاجمين من ابناء القبائل الاخرى عند اندلاع الفتن بينهم , حيث تحول  فتحات صغيرة تتسع لفهوات البنادق فقط , وترصد مناطق واسعة امامهم
 

أخبار ذات صله