fbpx
هل تسعى إيران لاستنساخ حزب الله جديد في شمال اليمن؟ .. بقلم | فهد السلمان
شارك الخبر
هل تسعى إيران لاستنساخ حزب الله جديد في شمال اليمن؟ .. بقلم | فهد السلمان

 

هذا ما يبدو واضحاً من خلال تنامي قوة ونفوذ ما يُدعى (أنصار الله الحوثيين)، والذي بدأ يتمدد ليتجاوز حدود صعدة، وصولاً إلى عمران لاحتلال أجزاء من مناطق حاشد في الشمال اليمني، وإجبار سكان بعض البلدات كدماج والخمري على النزوح من ديارهم بقوة السلاح، الذي لم يعد خافياً أن مصدره إيران.

إن خطورة تنامي قوة الحوثيين وإن بدت كرد فعل للإهمال والتهميش، وسطوة نفوذ بعض مسلحي القبائل، إلا أن هذا المبرر سرعان ما سيذوب مع رغبة واستغلال النظام الإيراني لهذه الثغرة لإعاقة وإضعاف الدولة اليمنية التي لم تتعاف بعد من آثار الثورة، بنيّة استحضار نسخة الدولة اللبنانية التي يتحكم في مصيرها اليوم حزب حسن نصر الله، وهذا ما يتجلى الآن بهذه العمليات القتالية التي تتزامن مع إعلان نتائج مؤتمر الحوار الوطني، والتي جاءت بعد مخاضات عسيرة ومضنية، وكأنها تريد أن تقتله في مهده قبل أن يستطيع مداواة جراح الثورة، ويأخذ هذا البلد الجار والعزيز إلى مرحلة البناء، ربما لأن إيران التي تقف خلف هذه الأحزاب الإلهية باستغلال عوز حاضنتها الاجتماعية، يؤلمها كثيراً أن ينجح اليمن في استرداد سيادته ووحدته، لأن قيام السيادة لن يتيح لها فرصة بناء مثل هذه الأنياب العسكرية التي تزرعها هنا وهناك لتنفيذ غاياتها قصيرة وبعيدة المدى، لذلك فإن الخطورة من تنامي نفوذ وقوة الحوثيين، ليس لأنه سيكرر استنساخ تجربة حزب الله في لبنان وحسب، وإنما في تلك البرامج التي ستسند إليه لاحقاً بعد اشتداد عوده، تماماً كما حدث مع الحزب الذي بدّل جلده في غمضة عين من حزب مقاومة إلى حزب طائفي، لينقل عدته وعتاده من الجنوب اللبناني باتجاه حمص وحماة وحلب للقتال بمذهبية مقيتة إلى جانب نظام الأسد، تحت ذرائع واهية تتغير بتغيّر مواقع قواته الغازية، من حماية العتبات المقدسة إلى الحماية الاستباقية لظهر المقاومة والتصدي للتكفيريين.

كل المؤشرات تقول إننا الآن أمام نسخة جديدة من حزب الله في شمال اليمن، وأي تبرير لمحاولة تسويق وتسويغ وجوده العسكري على الساحة اليمنية، لا يمكن أن تُخفي أهدافه المكتوبة بالخط الفارسي في حوزات قم، وفي صالونات الحرس الثوري الإيراني في طهران، مما يهدد الأمن القومي للمنطقة برمتها، ويدفع الرهان كله باتجاه بناء الدولة اليمنية، للحيلولة دون السماح بقيام أيّ قوى طائفية أو مذهبية مؤللة، قد تخطف الدولة اليمنية من دستورها، وتفرغها من محتواها السيادي، لتصبح مجرد جسد دولة مرتهن بسلاح حزب طائفي الهوى والهوية.

وإن كان للأشقاء السوريين الذين شربوا مقلب الواجب الأخلاقي باحتضان الحزب المقاوم عام 2006 م، وفتح بيوتهم أمام أسر عناصره ومقاسمتهم الرغيف، إذا كان لهم ما يُبرر ذلك الاحتضان على اعتبار أنه جزء من الانتصار للمقاومة في وجه العدوان الإسرائيلي، وتعبير عن الامتنان (لسيد المقاومة) الذي رفع رأس الأمة بإيقاظ تل أبيب من نومها الهادىء بأزيز صواريخ اسكود، قبل أن تكشف الثورة السورية النقاب عن ملفاته السوداء، فأي تبرير يمكن أن يتم تلفيقه لبناء قوة الحوثيين بالسلاح الإيراني؟ ولحساب من تتم عسكرتهم؟ إن لم تكن لمقاومة قيام الدولة في بلادهم والتحكم بقرارها السيادي لصالح الولي الفقيه، ومن ثم محاولة العبث بأمن بعض الجوار وربما المنطقة بأسرها!

 

أخبار ذات صله