fbpx
التغني بالحوار اليمني ومخرجاته (مجرد أضغاث أحلام)

يقال للكاذب الذي يحاول تصديق نفسه “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس” ونقول له اُكذب…ثم اكذب… فلن يصدقك الناس, أي انك “تستطيع ان تكذب بعض الوقت ولكن لا يمكنك ان تخدع الآخرين كل الوقت” ومن كثرة ما مر علينا من صنعاء وساستها, بهيمنتهم المطلقة, وكذبهم المتواصل, أصبح لنا نظرة مخالفة لما يدعون فصنعاء هي صنعاء، ولن يتغير شيء فيها ونحن نعرفها بشكل أو بآخر ونعرف أيضا أنها تعج بالمغيبين ذهنيا وفكريا وإلا لكانوا أدركوا حقا مدى الاحتقان والكُره للوحدة وكل ما يمت لها بصلة, في صفوف شعب الجنوب.

لقد جرت عدة محاولات لتبسيط قضية الجنوب وتسطيحها بهدف القفز على الواقع من خلال السعي لخلق تيارات موالية لهم لتمثل الجنوب أي أنهم اتبعوا وسيلة ليست بجديدة عليهم وسيلة الجهلة والضعفاء لحل قضاياهم, وراهنوا على عامل الوقت ولا زالوا يراهنون عليه, في التحايل على حق الجنوب, وعوضا عن التفكير الجدي لوضع المخارج الناجعة لحلحلة الوضع القائم والغير شرعي, اكتفوا بالدعاية الإعلامية لتحركاتهم وتصريحاتهم السمجة, دون الاستفادة من مهرجان إعلامي كبير اسمه الحوار اليمني, إذا فالحقيقة تفيد بأن المسألة برمتها منبثقة من عدم المصداقية في الخروج بحل يرضي شعب الجنوب وإعطاءه حقه في التحرر واستعادة دولته.

ومن خلال المتابعة لمجريات ما يعتمل في دهاليز صنعاء السياسية نكتشف بوضوح لا لبس فيه بان القضية في مجملها مكابرة ومراهنة على عامل الوقت, فبعد حوار استمر أكثر من تسعة أشهر بدلا عن ستة أشهر, كل ما سيخرجون به التمديد لـ “هادي” وتكريم “المشاركون في الحوار” بمناصب وجاهة أما المخرجات الوهم سترحّل إلى ما بعد إعداد الدستور والاستفتاء عليه والذي سيتساوى في إعداده بفترة الحوار ان لم تكن أكثر, وهذا هو الخط الذي سيسلكونه علّ وعسى ان يكل شعب الجنوب ويرضخوا للأمر الواقع المراد فرضه عليهم بدعم رعاة المبادرة الخليجية التي أُعدت خصيصا لوضع مخرج للازمة بين طرفي النزاع في صنعاء واستبعدت الجنوب كون الأمر لا يعنيهم ولكن واقع الجنوب الذي لم يعيروه اهتماما حينها فرض عليهم إدراجها ضمن الآلية التنفيذية التي أعدها المبعوث الاممي جمال بنعمر, وهو أمر غير مرحب به من قبل شعب الجنوب.

وما يحاولون تمريره وفرضه يكشف عن عدم قراءتهم للواقع بشكل موضوعي أو إنها مجازفة غير محسوبة العواقب, فالنتائج المزمع الخروج بها من هذا الحوار ما هي إلا بمثابة خازوق يضرب بها الجنوب ومحيطه, فالتماهي بين صنعاء والرعاة فيما يختص بالجنوب غاية في الخطورة, إذ إن من المسلمات وجوبا هي أن تكون النتيجة الطبيعية لوحدة تفسخت, إفراز كم من السموم القاتلة لكل من في محيطها, وبدلا من التباكي على مشروع نسج بخيوط واهنة, عليهم ان يدركوا حقيقة الوضع, والتخلي عن أوهامهم بجبر ما كُسِر, والعودة إلى جادة الصواب, بإطلاق عملية سياسية تفاوضية ندية للخروج من عنق الزجاجة, قبل ان تضغط القواطع على الشفاه ندما.