fbpx
انتهاء الحوار.. بداية إعلان حرب على الجنوب

بقلــــــــــم │ وجدي صبيّح

في الثامن عشر من يناير1994م، تم توقيع وثيقة العهد والاتفاق في عمان بالاردن بين ممثلي طرفي مشروع الوحده اليمنية ممثله بعلي سالم البيض وعلي عبدالله صالح وذلك بعد الفشل الذي اصاب ذلك المشروع الذي تم اعلانه في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م بين الطرفين والذي لم يصمد سواء ثلاث سنوات وسرعان ما انفجرت الأوضاع وبرزت الاختلافات والتباينات السياسيه والاجتماعية والاقتصادية وحتى المعيشية والحياتية , وهو ما يفسر خطاء وبطلان ذلك الاساس الذي بني عليه ذلك المشروع الذي لم يراعي فيه اي وجة نظر او موقف او راي لشعبي الدولتين وخصوصا النخب والمثقفون وبل السياسيون والاقتصاديون من الشعبين ,ويعتبر 1994 محطة مهمة لو استغلت بطريقه صحيحة لتصحيح مسار الوحدة وتعديل الأسس والمبادئ التي قامت وارتكزت عليها وأشارك الشعب في صياغتها وتكوينها , وحتى أعطاه الحق في تقرير مصيره وكشف رغبته وموقفه حول ما يجري حوله من احداث مصيرية .
إن الحوار الوطني أو التسوية السياسية الجارية أحداثها في صنعاء ترتكب نفس الخطاء الذي ارتكبته وثيقة العهد والاتفاق وهو تهميش دور الشعب والنخب الاجتماعية وإقصاء وإبعاد الجماهير ورغباتها وحصر قضية الجنوب وشعب الجنوب في مجموعة مطالب وحقوق ينادي بها من لم يكن يوما من الايام مع ايرادة شعبه واهله في الجنوب وانما تم برمجته حسب ما تريده مكونات وعصابات صنعاء , ان تغيب دور الشعب وتغافل مطالبه وتجاهل تضحياته سوف تودئ الى فشل هذه التسوية السياسية حتما , عاجلا ام اجلا كما فشلت وثيقة العهد والاتفاق من قبل , وذلك لتجاهلها المتعمد لرغبة الاغلبية الساحقة من جماهير الشعب الجنوبي ,مما قد يودي من جديد الى اعلان الحرب على الجنوب من جانب صنعاء بعد انتهاء هذا الحوار نظرا لعدم قبول الجنوبيين اي حل وارد حتى الان يثنيهم عن مطلب التحرير والاستقلال الذي بذلوا له كل شي حتى الان .
ان الغريب في الامر كيف تسمح ضمائر اولئك المسخ في ركب موجة الحراك الجنوبي والصعود على ظهر تضحيات الجماهير الجنوبية والدخول في هذه التسوية الخاسرة وهذه التسوية الجائره بحق الجنوبين , وتنصيب انفسهم ممثلين ومتحدثين باسم الجنوب والجنوبيين دون مراعاة لاي تضحيات ولا تهديدات تهدد الانسان هنا والحضاره والثقافه وبل وحتى البقاء, ان هولاء الشرذمه سوف تنهال عليهم اللعنات والطعنات من كل فئات المجتمع وقبل ذا وذاك لعنة تلك الارواح البريئة التي قتلت من اجل حرية واستقلال هذا الوطن مقابل حفنه من المال وحفنه من الحقوق والطلبات التي لا تساوي قطرة دم شهيد سقط على تراب هذا الوطن الغالي .