fbpx
أزمة أزمات صنعاء .. جيشها المتهالك وتصرفاته الحمقاء !

لا يوجد جيش دولة في اي مكان من العالم يدّعي حمايته للمواطنين والشعب ، ويقوم بإعتلاء منازلهم واتخاذه للتلال والهضاب المرتفعة والكاشفة على حرماتهم ومساكنهم مواقعا له لحماية ما يسمونه ” الوطن ” ، ولعل ذلك الجيش إن وجد ، فهو جيش معادي وباغي وليس للحماية ، سيكون حينها على المواطنين والسكان ، إما مقاومة الجيش للرحيل من المواقع التي تطل على منازلهم ، أو رحيلهم من مساكنهم .
وجميعنا شاهد ورأي كثير من ابناء الجنوب ، ونتيجة لتجنبهم سفك الدماء والدخول في متاهات مواجهة دامية مع تلك القوات العسكرية القادمة إلى الجنوب من خلف سياق التاريخ – عانوا كثيراً من ترك مساكنهم ورحيلهم بعيداً من جوار قوات جيش اليمن الموحد التي لا تفقه معنى ان يعيش الانسان الجنوبي بكرامة وشرف ، ولطالما شرد الجيش اليمني القادم الى الجنوب عام 94م لإحتلال دولة وأرض الجنوب ، مئات الالاف من ابناء شعبنا الجنوبي ، والتشريد هنا اقصد به ( نزوح سكاني جراء اعتلاء الجيش اليمني لمواقع عسكرية تطل على منازل المواطنين والسكان ) فضلاً عن تلك الجرائم الدموية ومذابح الابادة الجماعية التي يتمادى الجيش اليمني في ارتكابها بقصفه العشوائي للمساكن ، كلما اراد ان يوسع الفجوة بينه وبين شعب الجنوب ، وكلما اراد ايضاً ان يخلق ازمة جديدة .
كثيرة هي وقائع من هذا النوع توزعت على مناطق الجنوب المحتل، لكن تلك الجرائم سببها يأتي بداية من اتخاذ الجيش اليمني وكتائبه لمواقع تطل على منازل المواطنين وجعلها متارس له ، منا جل ما يسمونها بـ” حماية الوطن ” ، وهذه بذاتها ” أزمة الأزمات ” ، وسبب كافي لخلق الف فجوة وفجوة بين الشعب الجنوبي والجيش اليمني ، وسلطاته ، التي تبارك وتؤيد مثل تلك الاجراءات الشنيعة والتي ينكرها الدين الاسلامي والعرف الانساني والقوانين الوضعية .
فهل يريد مثلاً الجيش اليمني وقياداته العسكريين أن يحموا ” الوطن ” أو ” الوحدة اليمنية ” من مواقع عسكرية تطل على منازل المواطنين وتنتهك حرماتهم في ردفان والضالع وحضرموت وأبين وشبوة..؟ أيعقل ذلك ..؟ .
حقيقة نقولها ، لا يوجد جيش أغبى في العالم من جيش اليمن وقياداتها وسلطاتها ، والذين هلكوا الحرث والنسل في الجنوب ، وما أن تهدى النفوس وتسكن الخواطر مترقبة انبلاج أمل ، إلا وكشر الجيش اليمني عن أنيابه في الجنوب ، مرتكباً حماقات لا تغتفر ، ولا تنسى ..؟ إذاً فعن أي وطن يتحدثون ..؟ وبأي وحدة يمنية وجيش يمني وحوار وطني يتشدقون، وأبرز مخرجات ذلك الحوار الوطني ” الموفمبيكي ” مجزرة دموية لم تشهدها الضالع في تأريخها ، حيث اُبيد فيها ” آباء مع اطفالهم ” ، و ” إخوانٌ مع اشقائهم ” ، الجمعة قبل الماضية 27 ديسمبر 2013م .
ولإن الجيش اليمني من أساسه ليس جيشاً بالقدر الذي نفهمه ، و إلا لو كان كذلك لما إعتلى مواقع تطل على منازل المواطنين ، ولوجدت كتائبه وجنوده في مواقعها المخصصة البعيدة عن منازل المواطنين والسكان ، ولكنه لأنه جيش عصابات مقسمه ومتنافرة ومتصارعة ، وجيش قاتل الاطفال والنساء ، بات لا يعرف كرامة المواطن وقيمة الانسان وحرمة منزله وعاره وشرفه ، وكثيرة هي حالات اقتحام الجيش وفصائله لمنازل مواطنين في مناطق الجنوب ومدنه ، وإنتهاك حرمتها دون اي سند قانوني .
ونصيحتي هنا لصنعاء واهلها ، وإخواننا الاشقاء في العربية اليمنية، أن يعملوا معنا ومن أجل اطفالنا وأطفالهم ، والحفاظ على أرواحنا وأرواحهم ، على التأكيد بضرورة خروج الجيش اليمني من مناطق الجنوب ، وخاصة المواقع المطلة على منازل السكان والاهالي ، والتي لا يستفيد منها جيش اليمن شيئاً ، غير تأجيج النفوس وزيادة العداء وصب الزيت على النار المشتعلة اصلاً .
ندعو اشقائنا في العربية اليمنية ، وبحق الأخوة والجوار والاسلام ، ان يطلبوا من سلطاتهم وقياداتهم في صنعاء ، سحب الجيش من على منازل المواطنين ، وخاصة ان الجيش في ردفان مثلاً ، كان التزم ووقع اتفاقية مع المشائخ والاهالي والسلطات المحلية عام 2010م ، بالخروج من المنطقة ، إلا انه لا يزال جاثماً على منازل المواطنين دون حياء او وجل او خزي من الله او من ضمير وعهد ، مستقوياً بدباباته المعادية والتي تقتل الاطفال وتخيف النساء فقط .
لهذا وختام القول مسك ، ندعو سلطات صنعاء وقياداتها ، الى رفع جيشها من المرتفعات المطلة على منازل المواطنين ، وسحب وحداتها العسكرية التي تخلق الازمات وتوسع الشرخ والعداء .
ولعلي هنا .. أجدها فرصة ، لإقول ” أن الجيش اليمني لا يقوى على هزيمة الاهالي والسكان في الجنوب ، فإذا كان قد خر صاغراً في ردفان عام 2010م ، وتم قهره في صعده مرات عديدة ، بينما كان في قمة نشوته وهيبته ، واليوم يتقهقر في حضرموت والضالع ، فإنه حالياً بات جيشاً مُجزى الأحرف مقسم الكلمات مشتت الجنود والوحدات ، ولن يقوى على الصمود كثيراً ، خاصة وانه يكاد يتناحر جنوده ، ويشرب قياداته دماء بعضهم بعضاً ) ، ولهذا على سلطات صنعاء ان تدرك أن حديثها عن مؤسسة عسكرية وامنية ، بات حلم يقضة ، ولو كانت حقا سلطات دولة وقيادات حقيقة ، فعليها سحب قواتها من الشتات والمدن والمواقع المتمركزة في الجنوب المحتل ، وخاصة المطلة على منازل المواطنين ، بل عليها تدارك ما تبقى من هيئة لها ، وهيبة عند شعبها في العربية اليمنية ، اما في الجنوب فلم يعد جيش إجرامي وحقير ، ذات هيبة ، وخاصة انه قاتل الاطفال والنساء ، وغادر بالرجال ، لهذا فلتسمعوا نصائحنا قبل فوات الاوان .
( اللهم اهلك الظالمين بالظالمين .. وأخرجنا من بينهم سالمين .. محريين .. منصرين .. آمنين ومستقلين في وطننا الجنوبي ودولتنا المستقلة ، وعاصمتها عدن مدينة المحبة والسلام ) .