بقلم | د فضل الربيعي
الى كل  الشرفاء والعقلاء في اليمن الشمالي ، ندعوهم إلى  النظر بعمق إلى تلك الأوضاع  المخيفة التي يعيشها اليمن بعامة والجنوب بخاصة الذي فرضه عليه الحرب  وإعلان  العدوان الهمجي الدموي وممارسة كل أنواع الخداع والتضليل والكذب بهدف إعادة فرض الوحدة بالحرب وبالقوة فلن ولم يفلح ذلك .

تعرفون ما تعرض له الجنوب بعد اجتياحه العسكري في 1994م ونهب ثرواته وتشريد أبنائه ووئد مستقبل شبابه ، واليوم يجري إعادة إنتاج هذا الواقع بصورة جديدة عبر ما يسمى بمخرجات الحوار المزيف .

لقد مارس نظام صنعاء الجائر (القديم والجديد) كل أصناف القهر والاحتلال وباسم الوحدة والوطنية الذي لم يستفيد منها ألا  الناهبون والفاسدين تجار الدين والسياسة والقيم ،  الذين عبثوا بثروات الجنوب وتطاولوا على ذاكرته التاريخية ، وأذلوا رجاله وهجروا شبابه ، فمهما طال الوضع وساد الظلم،  إلا أن الأجيال المتناسلة من صلب الجنوبيين لم تنسى ذلك .

 لقد انتفض شعب الجنوب بثورته السلمية العادلة والمشروعة بهدف تحقيق خيارة بفك ارتباطه مع صنعاء والعودة لبسط سيادته على تراب أرضة التي عرفها شعب الجنوب طوال حقب التاريخ ،  وقد سقط آلاف الشهداء والجرحى في سبيل تحريره . واليوم تحاول قوى الظلام والفساد والوهم  التي استثمرت الشعب في الشمال أن تفرض إعادة صياغة الوحدة عبر ما يسمى بالحوار الوطني الملغوم وتوهم العالم بان الجنوب حاضر في هذا الحوار .

عليك أن تعرفوا جيدا أن الثورة الجنوبية لم تهدى إلا بدحر المحتل والى الأبد ، شباب الجنوب سائرون نحو النص لم ترهبهم دبابات وطائرات العدو سيواجهونها  بصدورا عارية .

عليكم أن تعرفوا أن القتل لأبنائنا يوميا بهذه الصورة البشعة لن تظل الأمور هكذا فحق الدفاع عن النفس واجب وسيأتي اليوم الذي تقع تحت أيدهم هذه الإله الذين يضربون ليدافعوا عن أنفسهم ولن ينسوا دما الشهداء .

وعليه ندعو كل الإخوة العقلاء في الشمال إلى مناصرة شعب الجنوب في استعادة حقه بدولته المستقلة ، والحفاظ على الاستقرار ومصالح الشعب في الدولتين وخلق أرضية ملائمة للتبادل التجاري وتنظيم العمالة والاستثمار  والاستفادة من كل الفرص المتاحة في الشمال والجنوب .

ندعوكم للخروج عن مفهوم قدسية الوحدة وفرضها بالقوة ،  فان أمر بقاء الجنوب في الوحدة هو أمر متعلق بالجنوبيين وحدهم  ؟

 كما أن ممارسة الاحتواء وصرف الأموال والدفع ببعض التيارات السياسية والعقائدية والاستناد على الدعم الخارجي و التشويش على قضية شعب الجنوب عبر عدد من القنوات والوسائل التي تمارس اليوم ، والذي ينفق عليها النظام الملايين من الدولارات من قوت الشعب .

يكفي دجل وخداع وتزييف فذلك لم يستمر ولم يجدي ، ولا يمكن أن تدفن قضية  الجنوب كما قد يتوهم البعض ، مهما ابتعدتم عن فهمها الحقيقي ، ومهما تبدل النظام فان قضية شعب الجنوب سوف تبقى قائمة  حتى النصر.

قد دفع شعب الجنوب ثمن نزاهته  ذلك العدوان الهمجي عليه  ،فلم يكرر ذلك مرة أخرى لأنه يعرف ماذا يكون مصيره  الذي لم يستطيع أي طرف أن يقنعه بعكس ما لمسه وعايشه.

أن نظام صنعاء الجديد القديم  يشن  الحرب الثانية على الجنوب  في حضرموت وشبوة ولحج وعدن وأبين  حرب استباقية تحت مبررات  تمرير مخرجات حوار فاشل في الأصل .  يضن هولا أنهم  يفرضون أمر واقع   لقبول  استمرار الاحتلال للجنوب ، والخلاص على قضيه شعب الجنوب.هي هات أن يتحقق ذلك وان ينتصر الظلم والشيطان على الحق والإنسان .

فالجنوبيين يدركون اليوم تماماً رحيل هذا النظام  من الجنوب ، لأن معالم رحيله تتضح جلياً يوماً بعد الأخر ، كما يعبر عنها الوعي المتنامي والنضال المثابر الذي يخوضه ابنا الجنوب ومسيراتهم المليونية  كما شاهدتموها ، وبتعميد دماء الشهداء الإبرار واليوم تتجلى صورة جديدة للثورة السلمية المعبرة  بالهبة الشعبية  التي لن تتوقف.

في الأخيرة ندعو كل العقلاء بالشمال للوقوف إلى جانب ثورة  شعب  الجنوب التحررية  . ندعوكم لسحب أبناءكم  في الأمن والجيش من مناطق الجنوب الذين يقرر بهم نظام صنعاء وعصابات العمالة والارتزاق تجار النفط والدم ويدفعون بهم لقتل الأبرياء  .  والله من وراء القصد