fbpx
27 إبريل ذكرى بطعم العلقم

27 إبريل ذكرى بطعم العلقم

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

       طوال السنوات الماضية يحتفل النظام اليمني وزعيمه المخلوع ومنظومته السياسية والإعلامية بهذا اليوم  على اعتبار انه يوم للديمقراطية بزعمهم . فحق لهم ان يحتفلوا فقد حققوا في هذا اليوم ما لم يخطر لهم على بال ففي 27 ابريل 1993 م. حققوا اول المكاسب السياسية التي تمثلت بتقزيم دولة مساحتها أكثر من ضعفي مساحة الجمهورية العربية اليمنية وسواحلها تعتبر من أطول سواحل المنطقة وتقع على أهم ممر مائي ومياهها الاقليمية تمتد الى البحر المفتوح وأبناؤها منتشرون في اصقاع المعمورة وتقدر اعدادهم بأكثر من عشرة مليون نسمة وثرواتهم النفطية الموعودة ليس لها حدود ومساحة جزرها أكبر من مساحة بعض الدول القائمة بأعلامها ونظامه ونشيدها الوطني . كل ذلك يصبح في 27 ابريل 93 مجرد 56 دائرة فقط . يعني 56 نائبا في اول برلمان يمني ينتخب من أصل 301 اقل من 25%  .

 كل تلك المقاعد تساوي مقاعد محافظة واحدة من محافظات الجمهورية العربية اليمنية . 

وبعد ذلك صحنا وشكونا وبكينا من الأغلبية العددية ونحن من سلمنا رقابنا لتلك الأغلبية باتفاقية لم تتجاوز كلماتها صفحة ونصف الصفحة . فحق لهم اذن ان يحتفلوا بهذا اليوم وتسميته يوم الديمقراطية او يوم الضم والإلحاق الذي بدأت نذره الأولى في المنتصف  الأخير من خمسينات القرن الماضي واستكملت حلقاته في 30 نوفمبر 1967م. بإلحاق الجنوب كاملا بالهوية اليمنية من خلال تسمية الجمهورية الوليدة ب(جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) من قبل رفاق الجبهة القومية .

ويحتفلوا ب 27 ابريل ايضا لأنه في نفس اليوم من عام 1994م . أعلن ذلك الطاغية المخلوع ومن ميدان السبعين بكل صلف وغطرسة وغرور أعلن الحرب على الجنوب ليكمل مسلسل الضم والإلحاق الى تطبيق نظرية معشعشة في عقولهم هي عودة الفرع الى الأصل والتي استقاها من سيده وولي نعمته وباني منظومته الاستخباراتية صدام حسين عندما اجتاح الكويت في الثاني من اغسطس 1990م . فلهذا كان يوم اعلان الحرب على الجنوب واجتياحها عسكريا في حرب ظالمة وعلى حين غره استغل ضعف الجبهة الداخلية الجنوبية بل وتفككها وهذا امر طبيعي نتيجة السياسات الخاطئة والمدمرة التي انتهجها الرفاق طوال ربع قرن حيث لم يبقوا لهم صديقا ولا حبيبا لا في الداخل ولا في الخارج  . وهذا امر طبيعي ايضا لأن من عمل لأجل المشروع اليمني هو من اوصلنا لهذه النتيجة الأليمة وكان الأدهى والأمر ايضا ان مقدمة الجيش اليمني هم رفاق الزمرة الذين سلمت لهم قيادة المعركة الميدانية وتم تعيين وزيرا للدفاع منهم وشكلت هذه الألوية رأس الحربة في القضاء على الجيش الجنوبي واقتحام تحصيناته ومعسكراته

وحسم المعركة سريعا في خلال شهرين وبضعة ايام

وهنا ينبغي ان نسجل التقدير والاحترام للأخ المناضل محمد علي احمد الذي رفض ان يقوم بهذا الدور على الرغم أنه قد طلب منه ذلك وقدمت له الاغراءات والإمكانيات  العسكرية والمالية لتكون تحت تصرفه فلما عرف السبب الذي يكمن في رأس الطاغية المخلوع وأركان نظامه عندما سأله لماذا الاصرار على خوض الحرب قال لمسح العار ! وأي عار تتحدث عنه يافندم ؟ انها هزيمة الجيش اليمني في حربي 1972 م .و 1979  م. وهذه افضل فرصة للثأر .

والرجال مواقف فمن هنا كانت ردة الفعل القوية بأن التحق المناضل محمد علي احمد بأهله ووطنه متخليا عن روح الثأر والانتقام لأحداث 13 يناير 1986م القذرة ومثل مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي مبكرا واصطف في الصف الجنوبي رغم علمه ويقينه بعدم التكافؤ في ميزان القوى العسكرية في ذلك الوقت لكنها مواقف الرجال والرجال قليل .

فاحتفال النظام اليمني وأعوانه بهذا اليوم هو لما حققوه من مكاسب سياسية وعسكرية .

 ونحن نتذكر تلك الذكرى الأليمة ينبغي علينا ان نجعل منها انطلاقة للتلاحم والاصطفاف لاستعادة الحق المغتصب وفق متطلبات شعب الجنوب التوّاق للحرية والاستقلال بعيدا عن من يريد مصادرة ثورته وحقه   المشروع من خلال مشاريع صغيرة لا تخرج عن اطار تجار ودهاقنة  السياسة في باب اليمن .

خاتمة قبل الطبع :

من خطاب الرئيس علي سالم البيض بهذه الذكرى.

ندعو الاخوة في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة الامم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالاقتناع التام أن أمن المنطقة واستقرارها لا يمكن تحقيقه  إلا من خلال حل جذر المشكلة التي سببتها الأزمة وهي مشكلة احتلال الجنوب لان استمرار الاحتلال معناه استمرار المقاومة.

 والاقتناع التام بحقنا المشروع في استعادة وضعنا الدولي المستقل في الجنوب بعد ان انكشف لهم فشل الوحدة  ولأن الأزمة القائمة في الجمهورية العربية اليمنية ما هي  إلا احدى تجلياتها