fbpx
الجارة صنعاء والعزف على وتر مقطوع

سيمفونية كره سماعها الملايين لدأب الصبيان ترديدها في مزاحهم الطفولي ،شرعت توزع شطائر الحلوى بلحظة مرارة الاحتضار ،مداهنة حبيبها العدو ، ومحاولة تواري الأنظار عن افتقار مخازنها لبلسمه الشافي.

ظهرت تستجدي فارسها العجوز الذي تخلت عن عشقه مؤخراً ،عله يغني عن الأمر شي ،لعلمها بما يمتلكه من رهبة في قلوب من اتخذتهم له بديلا ، رغم ادعاء عشقها للتغيير . بدلاً من الرضوخ للأمر الواقع ، بعد ان قُطعت بها السبل ، ستلقي الجارة الشقيقة البلها بنفسها إلى التهلكة ، وهي تعلم يقيناً بان الفناء مصيرها الحتمي.

ولان سنوات العز والنعيم كانت السبب في تناسيها أصحاب الفضل الذين آووها وأطعموها من جوع ،وهذه سجية جبلت عليها من عهد ابن سيدنا نوح عليه السلام وعليها الغضب. تمادت في المنكر طويلاً ،وغُفرت لها زلات جمة ،لكنها باجتيازها اليوم لخطوط تماس الكرامة، حلت عليها اللعنة ، وفرض عليها الطرد من ديار الكرام. لم يعد اليوم التوسل والإطراء بل ولا القوة ان تجدي نفعاً ،بعد ان أعلنت صفارات الإنذار بان وجودك غير مرغوب فيه بعد سويعات، فالأجدر أيتها الجارة البائسة ان تثني على من منحك الوقت لتحزمي أمتعتك ،بدلاً ان تدخلي معه في إشكال أنت في غنى عنه ،فالمصير في كلا الحالتين هو الرحيل.