تونس (وكالات) :

هاجم مئات المتظاهرين أمس مقر حزب “النهضة” الحاكم في قفصة وسط تونس، وعمدوا الى إحراقه وسط اضراب عام احتجاجاً على استثناء الولاية من مشاريع صحية جديدة أعلنتها الحكومة الاسبوع الماضي. وقال شهود عيان “ان حوالي ألفي متظاهر تجمعوا أمام مقر الحركة وأضرموا فيه النار كما ألقوا بمحتوياته في الشارع وأحرقوها”، وأضاف “أن المتظاهرين اعترضوا ايضاً سيارة إطفاء قدمت لاطفاء الحريق، ومنعوها من الوصول الى مقر الحزب”.
واطلقت الشرطة صباحا قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 6 آلاف متظاهر حاولوا اقتحام مقر الولاية، مرددين شعارات معادية للحكومة مثل “الشعب يريد اسقاط النظام”، وذلك بعد استثناء الحكومة يوم الخميس الماضي الولاية من مشاريع تتعلق بإحداث ثلاث كليات للطب شملت ولايات الكاف (شمال غرب) وسيدي بوزيد (وسط غرب) ومدنين (جنوب) وكلية لطب الأسنان في القصرين (وسط غرب) وكلية صيدلة في جندوبة (شمال غرب).
وقال أحمد العيساوي وهو شاهد من قفصة لـ”رويترز” “إن أعداداً كبيرة من المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر الولاية، لكن الشرطة اطلقت الغاز لتفريقهم قبل أن يتوجهوا الى مقر النهضة الذي أحرق بالكامل”، وأضاف “أن النار تتصاعد من مبنى النهضة بينما اتلفت كل المحتويات والقيت في الشارع قبل إحراقها”.
والى جانب مواجهات قفصة، خرجت مسيرات في مدينتي وقابس وسليانة اللتين شهدتا أيضاً اضراباً عاماً احتجاجاً على سياسات الحكومة ونقص التنمية وتفشي البطالة. فقد أعلنت محافظة سليانة الإضراب بمناسبة الذكرى الأولى “لأحداث الرش” التي أوقعت 173 جريحاً للمطالبة بمحاسبة المتسببين في اطلاق ذخيرة الرش على المتظاهرين العام الماضي، وقال “الاتحاد الجهوي للشغل” “إن الاضراب نجح بنسبة 90 بالمئة رفضاً لاستمرار سياسة التهميش وغياب مشاريع التنمية وتهالك البنية التحتية”.
وفي قابس، خرج نحو 30 ألف شخص بحسب التلفزيون الرسمي في مسيرة شاركت فيها منظمات من المجتمع المدني وأحزاب سياسية انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل باتجاه مقر الإدارة الجهوية للصحة، وذلك احتجاجاً على استثناء الولاية أيضاً من مشاريع في القطاع الصحي أقرتها الحكومة مؤخراً.
ولا تزال الأزمة السياسية في تونس تراوح مكانها، حيث ترفض “النهضة” ضغوط المعارضة العلمانية لاجبارها على التنحي من الحكم، الا بعد نتائج حاسمة لحوار وطني مع كل الفرقاء السياسيين. لكن الحوار الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر لم يفض الى اتفاق على مرشح جديد يرأس حكومة غير حزبية تقود البلاد للانتخابات.
من جهة أخرى، قرر قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بتونس سجن 3 شبان بتهمة التخطيط لتفجير البيت الأبيض الأميركي.وقالت وسائل إعلام تونسية “إن قرار قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بتونس المتعلق بسجن 3 شبان أتخذ مساء أمس الأول، وذلك على خلفية إحالة صادرة عن النيابة العامة تضمنت إتهاماً لهم بالتخطيط لإرتكاب جرائم إرهابية”. وأوضحت “أن هذه القضية ترتبط باعتراض السلطات الأميركية مراسلة إلكترونية موجّهة من الشبان الـ3 إلى البيت الأبيض تضمنت تهديداً بتفجير المبنى”. وأشارت إلى أن السلطات أخذت رسالة التهديد على محمل الجدّ، حيث قامت بالإجراءات القانونية مع السلطات التونسية التي تمكنت من اعتقال هؤلاء الشبان في مدينة المنستير شرق تونس.